responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 237

معه شيئاً من بز اليمن وحريرها أخذها جزية من أهل نجران. وبعد أن أدّى مناسك العمرة، رجع الاِمام (عليه السلام) إلى جنوده حسب ما أمره الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» فوجد أنّ نائبه الذي عينه أثناء غيابه قد وزّع على كلّ فرد منهم حلّة من البز، كان يريد تسليمها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فطلب منهم ردّها مع الاَشياء الاَُخرى من جزية أهل نجران.

4. الخلافة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

هل الخلافة منصبٌ تعييني أو انتخابي؟ يرى الشيعة أنّ القيادة منصب تعييني فيه نصٌّ،فلابدّ أن يتعيّن خليفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من جانب اللّه سبحانه و تعالى، بينما يرى أهلُ السنّة أنّها منصب انتخابي جمهوري، أي تقوم الاَُمّة هي بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) باختيار فرد منهم يتولّى إدارة البلاد. و لكلّ من الاتّجاهين دلائل ذكرها أصحابها في الكتب العقائدية.

إنّ الظروف السائدة في تلك الفترة حتمت بأن يعيّن النبي ص خليفةً له، وذلك لما كان عليه الوضع من تهديد العدو للدولة الاِسلامية، فأوجب مواجهة الاَخطار الخارجية بتعيين قائدٍ سياسىٍّ يمكنه السيطرة على الوضع، كما أنّ خطر حزب النفاق كان لا يزال له دوره في تقويض دعائم الكيان الاِسلامي داخلياً، وقد بيّن دورهم التخريبي وخطرهم الاَكيد، القرآن الكريم في عدّة سور.

ولذا فإنّه مع وجود تلك الاَخطار الخارجية والداخلية، التي كانت تنتهز الفرص للقضاءعلى الدولة الاِسلامية الحديثة، فإنّه كان لابدّ من تعيين قائد ديني سياسي، يمكنه القضاء على ما يظهر من اختلاف وانشقاق بعده «صلى الله عليه وآله وسلم» في المجتمع الاِسلامي، ويكون بذلك ضماناً لبقائه واستمراريته.

وبالاِضافة إلى تلك الاَحوال الاجتماعية والسياسية للمسلمين، فإنّ هناك

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست