responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 203

هاشم، يا بني عبد المطلب، إنّي رسول اللّه إليكم وإنّي شفيق عليكم، لا تقولوا أنّمحمّداً منّا، فواللّه ما أوليائي منكم ولا من غيركم إلاّ المتّقون، فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا على رقابكم، ويأتي الناس يحملون الآخرة. ألا وإنّي قد أعذرت فيما بيني و بينكم وفيما بين اللّه عزّوجلّ وبينكم، وإنّ لي عملي ولكم عملكم».[1]

ثمّ دعا إلى اجتماع تاريخي كبير عند بيت اللّه الحرام، حضره حشد كبير من أهالي مكة، وألقى فيهم خطاباً تاريخياً عالج الاَمراض الاجتماعية الخاصة بالمجتمع العربي في ذلك العصر وحتى عصرنا الحالي، ومن أهمّما ورد وتناوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الخطاب:

1. التفاخر بالنسب: فقد كان من الاَمراض المستحكمة في البيئة العربية الجاهلية، إذ كان من أكبر أمجاد المرء أن ينتسب إلى قبيلة معروفة، أو يتفرع نسبه عن عشيرة بارزة كقريش مثلاً. فأبطل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطابه هذه العادة السيئة بقوله: «أيّها الناس إنّ اللّه قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إنّكم من آدم و آدم من طين».

وبذا فإنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) صنّف الشخصية بالتقوى و الورع: «ألا إنّ خير عباد اللّه عبد اتقاه» فأعطى الفضيلة والمنزلة لاَهل التقوى والورع خاصة.

2. التفاضل بالقومية العربية: فقد اعتبروا الانتساب إلى العرق العربي مفخرة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ العربية ليست بأب والد، ولكنّه لسان ناطق، فمن قصر عمله لم يبلغ به حسبه».

3. المساواة بين أفراد البشر: فقد دعا إلى دعم المساواة بين الاَفراد والجماعات: «إنّ الناس من آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي


[1] بحار الاَنوار: 21|111.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست