«إنّاللّه بعث محمّداً(صلى الله عليه وآله وسلم) نذيراً للعالمين وأميناً على
التنزيل، وأنتم معشر العرب على شرّ دين وفي شرّ دار منيخون[1] بين حجارة
خُشن[2]هث، وحيّات صُمّّ[3] تشربون الكَدر، وتأكلون الجشِب[4] وتسفكون دماءكم،
وتقطعون أرحامكم، الاَصنام فيكم منصوبةٌ، والآثام بكم معصوبة [5].
و قال (عليه السلام) في الخطبة 95:
«بعثه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والناس ضُلاّل في حيرة، وحاطبون في
فتنةٍ،قد استهوتهم الاَهواءُ،واستزلّتهم الكبرياءُ، واستخفّتهم[6]الجاهلية الجهلاءُ،
حَيارى في زلزالٍ من الاَمر، وبلاءٍ من الجَهل، فبالَغَ (صلى الله عليه وآله وسلم) في
النصيحة، ومضى على الطريقة، ودعا إلى الحكمة والموعظة الحَسَنة».
وأيضاً في الخطبة151: قال (عليه السلام) :
«أضاءت به (صلى الله عليه وآله وسلم) البلاد بعد الضلالة المظلمة،
والجهالة الغالبة، والجفوة الجافية، والناس يستحلون الحريمَ،ويستذلون الحكيمَ،
يحيون على فترة[7] ويموتون على كفرة».
وقد أكد تلك الاَحوال والحياة، أيضاً، جعفرُبن أبي طالب، عندما خطب أمام
[1] مقيمون [2] جمع خشناء من الخشونة. [3] التي لا تسمع لعدم إنزجارها بالاَصوات. [4] لطعام الغليظ. [5] مشدودة [6] طيّشتهم. [7] على خلوّ من الشرائع.