responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 178

أدعوك أن توَمن باللّه وحده لا شريك له يبقى ملكك» فقال: من ينتزع منّي ملكي؟ أنا سائر إليه ولو كان باليمن جئته. وأعدّ الجيوش واستعرض قوته العسكرية أمام سفير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إرعاباً وتخويفاً، ثمّ أرسل إلى قيصر يخبره بنواياه، إلاّ أنّقيصر هدّأ من ثائرته وكتب إليه يمنعه من السير إلى رسول الاِسلام، ممّا كان له الاَثر في تغيير موقفه، فأكرم السفير ومنحه هدايا ثمينة، ووجهه نحو المدينة معززاً مكرماً، وأبلغ السلام إلى النبي الاَكرم «صلى الله عليه وآله وسلم» . إلاّ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقبل بأُسلوبه الدبلوماسي غير الصادق، فقال: باد ملكه. أي أنّ ملكه سيزول عمّا قريب. فمات الحارث في السنة 8هـ أي بعد عام واحد.[1]

6. سليط بن عمرو إلى ملك اليمامة: هوذة بن علي الحنفي:

ونص خطابه (صلى الله عليه وآله وسلم) إليه «إعلم إنّديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر (أي يعم الشرق والغرب) فأسلم تسلم واجعل لك ما تحت يديك».

وقد استطاع السفير بما أُوتي من قوّة في المنطق وشجاعة أدبية وخبرة بالاَسفار، أن يقنع ملك اليمامة بقبول مبادئه وأهدافه. كما نصحه أحد الاَساقفة بتقبل الدين الجديد، وأنّه هو النبي الذي بشّر به الاِنجيل. فكتب كتاباً إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال فيه: «ماأحسن ما تدعو إليه وأجمله، وأنا شاعر قومي وخطيبهم، والعرب تهاب مكاني، فاجعل إليّبعض الاَمر اتّبعك» أي أنّه طلب أن يجعله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خليفة من بعده. فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا ولا كرامة،لو سألني سيابة من الاَرض ما فعلت. اللّهمّ أكفنيه.[2]


[1] السيرة الحلبية:3|255؛ طبقات ابن سعد:1|261.
[2] نفس المرجع السابق. سيابة من الاَرض: أي قطعة من الاَرض.

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست