responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 142

أنّهم أضمروا له الشر، حينما سار إليهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في عدد قليل من أصحابه، وقصدوا قتله غدراً، وذلك بإلقاء صخرة عليه من فوق البيت الذي أستند الرسول ص إلى جداره، ولكنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) علم بموَامراتهم سواء من تحركاتهم المشبوهة، أو بخبر جاء من السماء، فترك المكان مسرعاً بالعودة إلى المدينة، دون أن يخبر أصحابه الذين انتظروه طويلاً دون جدوى. وقد أخبرهم عند عودتهم بالسبب:«همت اليهود بالغدر بي فأخبرني اللّه بذلك فقمت».[1]

ورداً على الموقف الغادر لليهود، فقد أمر الرسولالمسلمين بالاِعداد لحربهم، وبعث رسالة إليهم مع «محمّد بن مسلمة» يبلغ فيها سادتهم: «قد نقضتم العهد الذي جعلت لكم بما هممتم به من الغدر بي. أخرجوا من بلادي، فقد أجّلتكم عشراً، فمن رُئي بعد ذلك ضربت عنقه».

وكان حكم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا مطابقاً لما جاء في الميثاق الذي عقد بينهم عند دخوله المدينة: «ألاّ يعينوا على رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» ولا على أحد أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح في السر والعلانية، واللّه بذلك عليهم شهيد. فإن فعلوا فرسول اللّه في حلّ من سفك دمائهم وسبي ذراريهم ونسائهم وأخذ أموالهم». إلاّ أنّالمنافقين برئاسة «عبد اللّه بن أُبيّ» اتّصلوا ببني النضير يعرضون عليهم المساعدة والتعاون، بعدم تنفيذ أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخروج من المدينة، ممّا دفعهم إلى اللجوء إلى حصونهم، والاِعداد للحرب ومقاومة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لا يسيطر المسلمون على ديارهم وبساتينهم وممتلكاتهم، وأرسل «حيي بن أخطب» إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّا لا نبرح من دارنا وأموالنا فاصنع ما أنت صانع؛ فما كان من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّأن خرج إليهم، بعد أن استخلف على المدينة «ابن أُمّ مكتوم» وسار لمحاصرة بني النضير،


[1] طبقات ابن سعد:2|57؛ إمتاع الاَسماع:1|178.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست