responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 126

كما أنّه كان لانتصار المسلمين أثر كبير على المراكز السياسية المتناثرة في شبه الجزيرة العربية، فكما كان له أثره القوي على قريش وأهلها، فإنّه هدد مراكز أُخرى في المدينة وخارجها، كاليهود الذين أبدوا تخوفهم من تطور قوّة المسلمين، وخاصّة يهود بني قينقاع، الذين بدأوا بتدبير الموَامرات،وممارسة الاَعمال العدوانية ضدّ المسلمين، وإعلان الحرب الباردة بنشر الاَكاذيب وبث المعلومات المزيفة، وإطلاق الشعارات القبيحة لتحقيرهم وتخريب سمعتهم وإضعاف معنوياتهم. إلاّ أنّهم بذلك، كانوا قد أعلنوا نقضهم لمعاهدة التعايش السلمي التي عقدها معهم الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) إبان قدومه إلى المدينة. وبالرغم من ذلك فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حاول النصيحة بأن يتعايشوا معهم دون إظهار أيّ عمل تخريبي أو سيّىَ، وذلك لاَنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن يريد أن يرفع السلاح ويحاربهم حتى يحافظ على الاَمن والاستقرار في يثرب، إذ لم يكن من المصلحة تفجير الموقف في هذه الفترة الحرجة، إلاّ أنّهم أصروا على موقفهم العدائي، دون أن يقتنعوا بالتغيير أو التخلّي عن موَامراتهم، ممّا اضطر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى استخدام السلاح والقوة في الفرصة المناسبة، وقد حدثت تلك المناسبة، عندما اعتدى يهوديٌ على امرأة عربية في السوق، بإظهار عورتها والضحك عليها، فقتله رجلٌ مسلمٌ، فاجتمع عليه عددٌ من اليهود فقتلوه، ممّا اعتبر الشرارة الاَُولى في إعلان الحرب عليهم. فسارعوا إلى حصونهم وقلاعهم خوفاً من هجوم المسلمين،فحاصرهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة عشرة ليلة،قذف اللّه في قلوبهم الرعب ففقدوا القدرة على المقاومة، ونزلوا عند حكم النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» وهو الجلاء عن المدينة، على أن يتركوا أسلحتهم وأموالهم ودروعهم، فخرجوا من المدينة إلى منطقة «أذرعات» في أطراف الشام.[1]


[1] المغازي:1|177؛ طبقات ابن سعد:2|28.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست