responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 103

وقد هيّأ الاِمام (عليه السلام) أوّلاً ثلاث رواحل ودليلاً أميناً يدعى «أريقط» للترحال إلى المدينة، فخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع صاحبه متوجهَين إلى يثرب سالكَين الخط الساحلي.

ومن هذه الليلة يبدأ تاريخ المسلمين، حيث بدأوا يقيسون كلّ ما يقع من الحوادث بذلك العام فيحددون تاريخه وزمان حدوثه.

ففي العام الاَوّل للهجرة، حقق المسلمون انتصاراً عظيماً وباهراً، وتأسّست لهم فيه حكومة مستقلة، وتخلّصوا من التشرذم والتبعثر، وتمركزت قواهم وعناصرهم في نقطة واحدة وبيئة حرة، لا أثر فيها للكبت والاضطهاد، ممّا جعلهم لكلّ ذلك يتخذون هذا العام مبدأ لتاريخهم.

فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه جعل التاريخ الهجري، وإنّ أي إعراض وتجاهل له واختيار تاريخ آخر مكانه، إعراض عن سنة رسول الاِسلام الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومخالفة لما رسمه للمسلمين. وأمّا ما اشتهر بين الموَرّخين من أنّ الخليفة «عمر بن الخطاب» هو الذي جعل هجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مبدأ للتاريخ باقتراح وتأييد الاِمام علي (عليه السلام) فهو غير صحيح، لاَنّ شيئاً من الاِمعان والتبصّر في مراسلات النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» ومكاتباته المدرجة في كتب التاريخ والسيرة والحديث، تثبت أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي اعتمد تلك الحادثة الكبرى كمبدأ للتاريخ، فقد أرّخ رسائله وكتبه إلى أُمراء العرب وزعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات البارزة، بذلك التاريخ الهجري، فهناك كثير من الكتب أُرّخت قبل السنة 16 أو 17 من الهجرة، وقد يكون في السنة الخامسة الهجرية.

كما أنّ أصحابه (صلى الله عليه وآله وسلم) أرّخوا في أيّام حياته، الحوادث الاِسلامية بهجرته، فقالوا: وقع كذا في شهر كذا من الهجرة، فمثلاً قيل: حولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة في شهر شعبان، ستة عشر شهراً أو 17 شهراً أو 18 شهراً.

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست