اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 544
غفرانه ، منصوب على
استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال ، خلقه قبل دحو الأرض بألفي عام ، وأحقّ من
اُطيع ـ فيما أمر وانتهى عمّا زجر ـ الله المنشئ للأرواح والصور».
فقال له ابن أبي العوجاء : ذكرت يا أبا
عبدالله فأحلت على غائب.
فقال الصادق عليهالسلام : «كيف يكون غائباً ـ يا ويلك ـ من هو
معلقه شاهد ، وإليهم أقرب من حبل الوريد ، يسمع كلامهم ويعلم أسرارهم ، لا يخلو
منه مكان ولا يشتغل به مكان ، ولا يكون إلى مكان أقرب منه من مكان ، تشهد له بذلك
اثاره وتدلّ عليه أفعاله !! والذي بعثه بالايات المحكمة والبراهين الواضحة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم جاءنا بهذه العبادة ، فأن شككت في شيء
من أمره فاسأل عنه أوضحه لك ».
قال : فأبلس ابن أبي العوجاء فلم يدرما
يقول ، فانصرف من بين يديه وقال لأصحابه : سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فألقيتموني
على جمرة.
قالوا له : اُسكت ، فوالله لقد فضحتنا
بحيرتك وانقطاعك ، وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه.
فقال : إليّ تقولون هذا ! إنّه ابن من
حلق رؤوس مَن تَرون ، وأشار بيده إلى أهل الموسم [١].
ومن ذلك : ما روي : أنّ أبا شاكر
الديصاني وقف ذات يوم في مجلسه عليهالسلام
فقال له : إنّك لأحد النجوم الزواهر ، كان آباؤك بدوراً بواهر واُمّهاتك عقيلات
عباهر[٢] ، وعنصرك من
أكرم العناصر ، وإذا ذكر العلماء