اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 275
(الفصل الأول)
في ذكر أزواجه وأولاده صلوات الله عليه وآله
أوّل امرأة تزوّجها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى
بن قصي ، تزوّجها وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وكانت قبله عند عتيق بن عائذ المخزومي
فولدت له جارية ، ثم تزوجهاأبو هالة الأسدي فولدت له هند بن أبي هالة ، ثمّ
تزوّجها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وربّى ابنها هنداً.
فلما استوى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبلغ أشدّه ـ وليس له كثير مال ـ
استأجرته خديجة إلى سوق خباشة ، فلمّا رجع تزوّج خديجة ، زوّجها إيّاه أبوها خوليد
بن أسد ، وقيل : زوّجها عمّها عمرو بن أسد.
وخطب أبو طالب عليهالسلام لنكاحها ـ ومن شاهده من قريش حضور ـ
فقال : الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرّيّة إسماعيل ، وجعل لنا بيتاً
محجوباً و[١]
حرماً آمناً يُجبى إليه ثمرات كل شيء ، وجعلنا الحكام على الناس[٢] في بلدنا الذي نحن فيه ، ثمّ إنّ ابن
أخي محمّد بن عبدالله بن عبد المطّب لا يوزن برجل من قريش إلاّ رجّح ، ولا يقاس
بأحد منهم إلاّ عظم عنه ، وإن كان في المال قل فإنّ المال رزق حائل ، وظّل زائل ، وله
في خديجة رغبة ولها فيه رغبة ، والصداق ما سألتم عاجله وآجله من مالي.
وكان (أبو طالب)[٣] له خطر عظيم ، وشأن رفيع ، ولسان شافع
جسيم ،