اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 195
واستجاب دعوتك وكفاك
هول من تحزّب عليك وناواك ، فجثا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
على ركبتيه وبسط يديه وأرسل بالدمع عينيه ، ثمّ نادى : شكراً شكراً كما آويتني
وآويت من معي.
ثمّ قال جبرئيل عليهالسلام : يا رسول الله ، ان الله قد نصرك وبعث
عليهم ريحاً من السماء الدنيا فيها الحصى ، وريحاً من السماء الرابعة فيها
الجنادل.
قال حذيفة : فخرجت فإذا أنا بنيران
القوم قد طفئت وخمدت ، وأقبل جند الله الأوّل ريح شديدة فيها الحصى ، فما ترك لهم
ناراً إلاّ أخمدها ، ولا خباء إلاّ طرحها ، ولا رمحاً إلاّ ألقاها ، حتّى جعلوا
يتترسون من الحصى ، وكنت أسمع وقع الحصى في الترسة ، وأقبل جند الله الأعظم ، فقام
أبو سفيان إلى راحلته ثمّ صاح في قريش : النجاء النجاء ، ثمّ فعل عيينة بن حصن
مثلها ، وفعل الحارث بن عوف مثلها ، وذهب الأحزاب.
ورجع حذيفة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره الخبر ، وأنزل الله على رسوله (اذكرُوا
نعمة الله عَلَيكُم إذْ جاءَتْكُم جنودٌ فأرسَلْنا عَلَيهم رِيحاً وجُنوداً لَم
تَروها)[١]إلى
ما شاء الله تعالى من السورة[٢].
وأصبح رسول الله بالمسلمين حتّى دخل
المدينة ، فضربت ابنته فاطمة غسولاً حتى تغسل رأسه ، إذ أتاه جبرئيل على بغلة
معتجراً [٣]بعمامة
بيضاء ، عليه قطيفة من استبرق معلّق عليها الدرّ والياقوت ، عليه الغبار ، فقام
رسول