responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه القرآن المؤلف : الراوندي، قطب الدين    الجزء : 2  صفحة : 11

وقال : هما خصمان من ولد آدم ولم يكونا ملكين ، وانما فزع منهما لأنهما دخلا عليه في غير الوقت المعتاد. وهو الظاهر.

ومعنى « أكفلنيها » قال ابن عباس أنزل لي عنها ، وقال أبو عبيدة ضمها إلي ، وقال آخرون أي اجعلني كفيلا بها ، أي ضامنا لأمرها ، ومنه قوله « وكفلها زكريا » [١].

ثم قال « وعزني في الخطاب » أي غلبني في المخاطبة وقهرني ، وقال أبو عبيدة صار أعز مني.

فقال له داود « لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض » ، ومعناه إن كان الامر على تدعيه لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ، فأضاف السؤال إلى المفعول به.

وقال أصحابنا : موضع الخطيئة أنه قال للخصم « لقد ظلمك » من غير أن يسأل خصمه عن دعواه. وفي أدب القضاء أن لا يحكم بشئ ولا يقول حتى يسأل خصمه من دعوى خصمه فما أجاب به حكم بذلك ، وهذا ترك الندب.

والشرط الذي ذكرناه لابد منه ، لأنه لا يجوز أن يخبر النبي عليه‌السلام أن الخصم ظلم صاحبه قبل العلم بذلك على وجه القطع ، وانما يجوز مع تقدير وبالشرط الذي ذكرناه ، فروي أن الملكين غابا من بين يديه فظن داود أن الله تعالى اختبره بهذه الحكومة. ومعنى « الظن » هنا العلم ، كأنه قال وعلم داود.

وقيل انما ظن ظنا قويا ، وهو الظاهر.

و « فتناه » أي بحق أضافه الله إلى نفسه ، أي اختبرناه. وقرئ « فتناه » بالتخفيف ، أي الملكين فتناه بهما.

وقيل : انه كان خطب امرأة كان أوريا بن حنان خطبها ولم يعلم ذلك ، فكان دخل في سومه فاختاروه عليه ، فعاتبه الله على ذلك.


[١] سورة آل عمران : ٣٧.

اسم الکتاب : فقه القرآن المؤلف : الراوندي، قطب الدين    الجزء : 2  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست