أحوالهم من الضعف والقوة بقدر ما يكونون به صاغرين. وما روي أن عليا عليه
السلام وضع على الموسر منهم ثمانية وأربعين درهما ، وعلى المبسوط أربعة وعشرين
درهما ، وعلى المتجمل اثنى عشر درهما ـ [١] انما فعله لما رآه في تلك الحال من
المصلحة.
( باب الزيادات )
أما قوله
تعالى ( انما الصدقات للفقراء
) فقصر لجنس الصدقات على الأصناف
المعدودة وأنها مختصة بهم ، كأنه قيل انما هي لهم لا لغيرهم ، ونحوه قولهم ( انما
الخلافة لقريش ) يريدون لا يتعداهم ولا يكون لغيرهم ، فيحتمل أن تصرف
إلى
الأصناف كلها وأن تصرف إلى بعضها.
(
مسألة )
فان قيل : لم
عدل عن اللام التي في الأربعة الأولة من قوله ( للفقراء ) التي
في الأربعة الأخيرة؟
قلنا : قال بعض
المفسرين : ان ذلك للايذان بأنهم أرسخ في استحقاق التصدق
عليهم ممن سبق ذكره ، لان في للدعاء ، فنبه على أنهم أحقاء بأن توضع فيهم
الصدقات ، وذلك لما في فك الرقاب من الكتابة أو الرق أو الأسر ، وفى فك الغارمين
من الغرم من التخليص والانفاذ.
ويجمع الغازي
الفقير أو المنقطع في الحج بين الفقر والعالة ، وكذلك
ابن السبيل الجامع بين الفقر والغربة عن الأهل والمال ، وتكرير ( في ) في قوله
( وفي سبيل الله ) فيه فضل ترجيح لهذين على الغارمين.