قال الله تعالى( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم )[١].
الرفث الجماع
ههنا بلا خلاف [٢] ، وروي عنهما [٣]عليهماالسلام كراهية الجماع
في أول كل شهر الا أول ليلة من شهر رمضان لمكان الآية [٤].
ويمكن أن يقال
: الوجه في ذلك تكسير الشهوة لسائر الشهر وارضاء النفس
اللوامة.
والأشبه أن
يكون المراد بليلة الصيام ليالي الشهر كله ، وانما ذكر بلفظ
التوحيد لأنه اسم جنس دل على الكثير.
وقوله
تعالى ( علم الله انكم كنتم
تختانون أنفسكم ) معناه انهم كانوا لما حرم
عليهم الجماع في شهر رمضان بعد النوم خالفوا في ذلك ، فذكرهم الله بالنعمة في
الرخصة التي نسخت تلك الفريضة.
فان قيل : أليس
الخيانة انتقاص الحق عن جهة المساترة ، فكيف يساتر
الانسان نفسه.
قلنا عنه
جوابان : أحدهما ان بعضهم كان يساتر بعضا فيه ، فصار كأنه يساتر
نفسه ، لان ضرر النقص والمساترة داخل عليه. والثاني أنه يعمل عمل المساتر له ،
فهو يعمل لنفسه عمل الخائن له.
[٢] قال ابن منظور :
الرفث الجماع وغيره مما يكون بين الرجل وامرأته ، يعنى التقبيل
والمغازلة ونحوهما مما يكون في حالة الجماع ،
وأصله قول الفحش ـ لسان العرب ( رفث ).
[٣] المراد بقولنا (
عنهما ) الباقر والصادق عليهماالسلام
، وكذا قولنا عن أحدهما
عليهماالسلام
( هـ ج ).
[٤]وسائل الشيعة ٧
/ ٢٥٥ بمضمونه ، وانظر تفسير البرهان ١ / ١٨٦.