وقوله
تعالى ( والذين اتخذوا مسجدا
ضرارا وكفرا )[١] أي بنوه للاضرار والكفر
والتفريق بين المؤمنين ، فإنهم إذا تحزبوا فصلى حزب هنا وحزب يصلي في غيره
اختلفت الكلمة وبطلت الألفة.
و ( ارصادا لمن حارب الله ) هو أبو عامر الراهب لحق بقيصر متنصرا ، وكان
يبعث إليهم : سأتيكم بجند فأخرج محمدا ، فبنوه يترقبونه. وهو الذي حزب
الأحزاب مع المشركين ، فلما فتحت مكة هرب إلى الطائف ، فلما أسلم أهل الطائف
خرج إلى الروم. وابنه عبد الله أسلم ، وقيل يوم أحد ، وهو غسيل الملائكة. ووجه
رسول الله عند قدومه من تبوك عاصم بن عوف العجلاني ومالك بن الدخشم ،
وكان مالك من بنى عوف الذين بنوا مسجد الضرار ، فقال لهما : انطلقا إلى هذا
المسجد الظالم أهله فاهدماه ثم احرقاه ، ففعلا ما أمر به [٢] ، فقال تعالى ( لا تقم فيه أبدا ) ،
نهى نبيه وجميع المؤمنين أن يقوموا في مثل هذا المسجد ويصلوا فيه. وأقسم ان
المسجد الذي أسس على التقوى أحق أن يقوم فيه هو مسجد قباء ، وقيل مسجد
المدينة ، وسبب ذلك أنهم قالوا بنينا للضعيف في وقت المطر ، نسألك يا رسول
الله أن تصلي فيه ، وكان توجه إلى تبوك ، فوعدهم أن يفعل إذا عاد ، فنهي عنه.
( باب صلاة العيدين
والاستسقاء )
( والكسوف وغير ذلك )
قال الله تعالى( فصل لربك وانحر )[٣] أي فصل لربك صلاة العيد وانحر