[1]. قال في الكشّاف:« تواثق خمسة عشر منهم على أن
يدفعوه( ص) عن راحلته الى الوادى إذا تسنم العقبة بالليل. فأخذ عمّار بن ياسر
بخطام راحلته يقودها و حذيفة يسوقها فبينما هما كذلك اذ سمع حذيفة بوقع أخفاف
الإبل و بقعقعة السلاح، فالتفت فإذا قوم متلثمون، فقال: اليكم اليكم يا أعداء
اللّه فهربوا» انتهى. أقول: أخرجه أحمد من حديث أبى الطفيل عامر بن واثلة. و فيه«
قال: لما قفل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من غزوة تبوك أمر مناديا ينادى: لا
يأخذن العقبة أحد، فان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يسير وحده، فكان( ص) يسير
و حذيفة يقود به و عمار يسوق به، فأقبل رهط متلثمين على الرواحل حتّى غشوا النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله فرجع عمّار فضرب وجوه الرواحل، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه
و آله لحذيفة: قد قد، فلحقه عمّار فقال: سق سق حتّى أناخ، فقال-- لعمار: هل تعرف
القوم فقال: لا كانوا متلثمين و قد عرفت عامة الرواحل، فقال: أ تدرى ما أرادوا
برسول اللّه؟ قلت: اللّه و رسوله أعلم، فقال: أرادوا أن يمكروا برسول اللّه فطرحوه
من العقبة، فلما كان بعد ذلك وقع بين عمّار و بين رجل منهم شيء ممّا يكون بين
الناس فقال: أنشدكم اللّه كم أصحاب العقبة الذين أرادوا ان يمكروا برسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله فقال: ترى أنهم أربعة عشر، فان كنت فيهم فهم خمسة عشر». و
روى البزار و الطبراني في الاوسط نحوه و قال البزار روى من طريق حذيفة و هذا
أحسنها و أصلحها اسنادا. و روى ابن إسحاق في المغازى و من طريقه البيهقيّ في
الدلائل عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البحترى عن حذيفة بن اليمان نحوا ممّا
مر- و راجع مجمع الزوائد ج 6 ص 195.
اسم الکتاب : الخصال المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 2 صفحة : 499