اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : ابن ابي الحديد الجزء : 7 صفحة : 224
قلت أما الصلاة فلأن تاركها يقتل و إن لم يجحد وجوبها و غيرها ليس كذلك و إنما قدمت الزكاة على الصوم لأن الله تعالى قرنها بالصلاة في كثير من الكتاب العزيز و لم يذكر صوم شهر رمضان إلا في موضع واحد و كثرة تأكيد الشيء و ذكره دليل على أنه أهم و إنما قدم الصوم على الحج لأنه يتكرر وجوبه و الحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة فدل على أنه أهم عند الشارع من الحج (1) - .
ثم قال ع و صدقة السر فخرج من الواجبات إلى النوافل قال فإنها تكفر الخطيئة و التكفير هو إسقاط عقاب مستحق بثواب أزيد منه أو توبة و أصله فياللغةالستر و التغطية و منه الكافر لأنه يغطي الحق و سمي البحر كافرا لتغطيته ما تحته و سمي الفلاح كافرا لأنه يغطي الحب في الأرض المحروثة (2) - .
ثم قال و صدقة العلانية فإنها تدفع ميتة السوء كالغرق و الهدم و غيرها (3) - .
قال و صنائع المعروف فإنها تقي مصارع الهوان كأسر الروم للمسلم أو كأخذ الظلمة لغير المستحق للأخذ .
ثم شرع في وصايا أخر عددها (4) - و الهدي السيرة و 14- في الحديث و اهدوا هدي عمار . يقال هدى فلان هدي فلان أي سار سيرته (5) - .
و سمي القرآن حديثا اتباعا لقول الله تعالى نَزَّلَ أَحْسَنَ اَلْحَدِيثِ كِتََاباً مُتَشََابِهاً[1] و استدل أصحابنا بالآية على أنه محدث لأنه لا فرق بين حديث و محدث فياللغةفإن قالوا إنما أراد أحسن الكلام قلنا لعمري إنه كذلك و لكنه لا يطلق على الكلام القديم لفظة حديث لأنه إنما سمي الكلام و المحاورة و المخاطبة حديثا لأنه أمر يتجدد حالا فحالا و القديم ليس كذلك .