responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : ابن ابي الحديد    الجزء : 7  صفحة : 213

الكلام لعامر بن الطفيل [1] مستلئما شكته‌ [2] راكبا جواده و هذا الكلام للدلال المديني [3] المخنث آخذا زمارته متأبطا دفه .

و المح ما في بوق الرحيل من السفسفة و اللفظ العامي الغث و اعلم أنهم كلهم عابوا على أبي الطيب قوله‌

فإن كان بعض الناس سيفا لدولة # ففي الناس بوقات لها و طبول‌ [4]

و قالوا لا تدخل لفظة بوق في كلام يفلح أبدا .

و المح ما على قوله القهقرى القهقرى متكررة من الهجنة و أهجن منها أم حبوكرى‌ [5] و أين هذا اللفظ الحوشي الذي تفوح منه روائح الشيح و القيصوم و كأنه من أعرابي قح قد قدم من نجد لا يفهم محاورة أهل الحضر و لا أهل الحضر يفهمون حواره من هذه الخطبة اللينة الألفاظ التي تكاد أن تتثنى من لينها و تتساقط من ضعفها ثم المح هذه الفقر و السجعات التي أولها القرى ثم المر ثم يفترى ثم الكرى إلى قوله عبرة لمن يرى هل ترى تحت هذا الكلام معنى لطيفا أو مقصدا رشيقا أو هل تجد اللفظ نفسه لفظا جزلا فصيحا أو عذبا معسولا و إنما هي ألفاظ قد ضم بعضها إلى بعض و الطائل تحتها قليل جدا و تأمل لفظة مرا فإنها ممدودة في‌اللغةفإن كان قصرها فقد ركب ضرورة مستهجنة و إن أراد جمع مرية فقد خرج


[1] عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب العامرى، ابن عم لبيد؛ أحد فرسان العرب و فتاكهم. و انظر أخباره في خزانة الأدب 1: 473.

[2] الشكة بالكسر: السلاح.

[3] الدلال المديني، و اسمه ناقد، و كنيته أبو زيد، كان من أهل المدينة، و أحد ظرفاء ثلاثة كانوا بها: طويس، و الدلال، و هنب، كان هنب أقدمهم، و الدلال أصغرهم؛ و انظر أخباره في الأغانى 4:

269-301.

[4] ديوانه 3: 108.

[5] أم حبوكرى: من أسماء الداهية عندهم.

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : ابن ابي الحديد    الجزء : 7  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست