إنّ الحكم بن أبي العاص استأذن على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فعرف صوته فقال:
ائذنوا له، عليه لعنة اللّه و على من يخرج من صلبه، إلاّ المؤمن منهم، و قليل [ما]هم، يرفهون [1] في الدنيا و يضيعون [2] في الآخرة، ذو[و]مكر و خديعة، و يعطون [3] في الدنيا، و ما لهم في الآخرة من خلاق.
و[من ثم]وقع الاصطلاح على اختصاص الذرّية الطاهرة ببني فاطمة من بين ذوي الشرف، كالعباسيين، و الجعافرة، بلبس الأخضر، إظهارا لمزيد شرفهم.
[قيل]و[سببه]أنّ المأمون لمّا [4] أراد أن يجعل الخلافة فيهم... ألبسهم ثيابا خضرا؛ لكون السواد شعار العباسيين، و البياض شعار سائر المسلمين... لكن بني الزهراء [5] اختصروا الثياب الى قطعة ثوب أخضر توضع على عمائمهم شعارا لهم، [ثم انقطع ذلك الى أواخر القرن الثامن].
و في سنة ثلاث و سبعين و سبعمائة أمر السلطان الأشرف «شعبان بن حسن [6]
[1] في الصواعق: «يترفهون» ؛ و في نسخة (أ) : «يشرفون» .
[2] في الصواعق: «و يضعون» ؛ و في نسخة (أ) : «و يصغرون» .
[6] هكذا في الصواعق و الينابيع. و الصحيح «ابن حسين» و هو أبو المعالي، ناصر الدين شعبان بن حسين ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون (754-778 هـ) : من ملوك الدولة القلاوونية بمصر و الشام. ولي السلطنة بعد خلع ابن عمه (محمد بن حاجي) سنة 764 هـ و انتظمت له شئون الدولة الى أن أراد الحج سنة 778 هـ فأخذ معه من الأمراء من كان يخشى انتقاضه و توجه فبلغ العقبة فثار عليه مماليكه و اتفقوا مع بعض أمراء الجيش فقاتلهم الأشراف و انهزم و عاد الى القاهرة فاختفى في بيت مغنية فاكتشفوا مخبأه، و قبضوا عليه، فاصعدوه الى القلعة. ثم خنقه الأمير اينبك البدري و رماه في البئر فأخرج بعد ذلك و دفن.