إنّ أمير المؤمنين علي عليه السّلام لمّا أراد غسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم[بعد وفاته] استدعى الفضل بن عباس[رضى اللّه عنه]فأعان على الغسل [1] . فلمّا فرغ[من تجهيزه تقدم]فصلّى عليه وحده[لم يشاركه أحد معه في الصلاة عليه و كان جماعة من الصحابة فيمن يؤمّهم في الصلاة عليه و أين يدفن، فخرج إليهم أمير المؤمنين عليه السّلام]فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إمامنا حيّا و ميتا، فيدخلون إليه فوجا فوجا[منهم]فيصلّون بغير إمام و ينصرفون. و قال: [إنّ اللّه تعالى لم يقبض نبيا في مكان إلاّ و يدفنونه فيه و]إنّي أدفنه في حجرته التي قبض فيها.
فلمّا فرغوا من الصلاة عليه، قال[أمير المؤمنين]علي عليه السّلام لبريد بن سهل:
احفر[لرسول اللّه]لحدا مثل أهل المدينة [2] فحفر لحدا[و كان يحفر لأهل المدينة]، ثم دخل فيه علي و العباس و الفضل بن العباس[ (رضي اللّه عنهم) ليتولّ دفنه]فوضعه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علي عليه السّلام بيده و كشف وجهه الشريف المبارك المقدس المنوّر[و هو على الأرض]و وضع[عليه]اللبن و أهال التراب صلوات اللّه و تحياته و بركاته و سلامه عليه و على أهل بيته دائمة بدوام اللّه تعالى [3] .
[و كان الثامن و العشرون من صفر و قيل: اثنا عشر من ربيع الأول، مات يوم الإثنين و دفن يوم الأربعاء، و أصبحت فاطمة عليها السّلام فنادت: و وا سوء صباحاه، فسمع أبو بكر فقال لها: إنّ صباحك صباح سوء، و اغتم القوم من ذلك.