اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 80
ذكر البلاذري في الأنساب، عن السائب بن يزيد: كان رسول اللّٰه إذا خرج للصلاة أذّن المؤذن، ثمّ يقيم، و كذلك الأمر على عهد أبي بكر و عمر و في صدر من أيّام عثمان، ثمّ إنّ عثمان نادى النداء الثالث في السنة السابعة، فعاب الناس ذلك، و قالوا: بدعة [1].
و قد لاحظنا اعتراضات الصحابة عليه لأنّه قد أتى بأمور لم تكن على عهد الرسول الأكرم (ص) و الشيخين.
فقد روى ابن أبي شيبة من طريق ابن عمر، أنّه قال: الأذان الأوّل يوم الجمعة بدعة [2].
و روى الزهريّ قوله: إنّ أوّل من أحدث الأذان الأوّل عثمان، يؤذّن لأهل السوق [3].
و في لفظ: فأحدث عثمان التأذينة الثالثة على الزوراء ليجمع الناس [4].
و ذكر اليعقوبي في تاريخه، قال: صعد عثمان المنبر و جلس في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول اللّٰه (ص) و لم يجلس أبو بكر و لا عمر فيه، جلس أبو بكر دونه بمرقاة، و جلس عمر دون أبي بكر بمرقاة، فتكلّم الناس في ذلك، فقال بعضهم: اليوم ولد الشرّ، و كان عثمان رجلا حييا فارتج عليه، فقام مليا لا يتكلّم، ثمّ قال: أنّ أبا بكر و عمر كانا يعدان لهذا المقام مقالا، و أنتم إلى إمام عادل أحوج منكم إلى إمام يشقق الخطب، و إن تعيشوا فسيأتيكم الخطبة ثمّ نزل [5].
يستشمّ ممّا سبق و من اعتراضات الصحابة على الخليفة توجّههم إلى أمر شرعي، و أنّه قد أحدث أمرا لم يكن متعارفا في عهد رسول اللّٰه و الشيخين. و هذا