responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 79

قدومه إليها استخلص من أهلها قوما يسمرون عنده، فقال سعيد يوما: إنّ السواد بستان لقريش و بني أميّة. فاعترض مالك الأشتر النخعي على هذه الرؤية الخاطئة فقال: أ تزعم أنّ السواد الذي أفاءه اللّٰه على المسلمين بأسيافنا بستان لك، و لقومك؟! فقال صاحب شرطته: أ تردّ على الأمير مقالته! فهمّ النخعيّون بصاحب الشرطة بحضرة سعيد، و جرّوا برجله، فغلظ ذلك على سعيد، فكتب إلى عثمان في أمر هؤلاء، فأمر بتسييرهم إلى الشام [1].

و معاوية لم يطق محاجتهم، و اتّهمهم بأنّهم يتكلّمون بالسنة الشياطين و يغيّرون المفاهيم القرآنيّة، و طلب من عثمان إرجاعهم إلى الكوفة، و فعل الأخير ذلك.

و بذلك فقد عرفت أنّ سبب تسيير هؤلاء هو مخالفتهم رؤية كان الوالي «سعيد بن العاص» يحملها عن بيت مال المسلمين.

هذا و قد روى أبو مخنف و الواقدي، أنّ الناس أنكروا على عثمان إعطاءه سعيدا مائة ألف درهم، و جاء عليّ و الزبير، و طلحة، و سعد، و عبد الرحمن بن عوف فيمن جاءوه، فقال: إنّ له قرابة و رحما.

قالوا: فما كان لأبي بكر و عمر قرابة و رحم؟

قال: إنّ أبا بكر و عمر يحتسبان في منع قرابتهما، و أنا أحتسب في إعطاء قرابتي [2].

و في هذا الإحداث كذلك أمور لو تدبّر الباحث فيها لعرفها.

3- عثمان و النداء الثالث يوم الجمعة.


[1] الأنساب، للبلاذريّ 5: 40، تاريخ الطبريّ 4: 322- 323، شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 3: 21، الكامل في التاريخ 3: 137- 141.

[2] الأنساب، للبلاذريّ 5: 25، 28، شرح النهج، لابن أبي الحديد 3: 35.

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست