responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 396

فدخل القائد يوما على الرشيد فوجده مغموما، فسأله عن سبب غمّه، فقال: شي‌ء من أمر الدين قد حزنني، فاطلب لي فقيها أستفتيه، فجاءه بأبي يوسف.

قال أبو يوسف: فلمّا دخلت إلى ممرّ بين الدور، رأيت فتى حسنا أثر الملك عليه الظاهر انّه الأمين بن الرشيد و هو في حجرة في الممرّ محبوس، فأومأ إليّ بإصبعه مستغيثا، فلم أفهم عنه إرادته، و أدخلت إلى الرشيد، فلمّا مثلت بين يديه، سلّمت، و وقفت.

فقال لي: ما اسمك؟

قلت: يعقوب، أصلح اللّٰه أمير المؤمنين.

قال: ما تقول في إمام شاهد رجلا يزني، هل يحدّه؟

قلت: لا يجب ذلك.

قال: فحين قلتها سجد الرشيد، فوقع لي أنّه قد رأى بعض أولاده الذكور على ذلك، و أنّ الذي أشار إليّ بالاستغاثة هو الابن الزاني! قال: ثمّ رفع رأسه و قال: و من أين قلت هذا؟

قلت: لأنّ النبيّ (ص) قال ( (ادرءوا الحدود بالشبهات))، و هذه شبهة يسقط الحدّ معها.

فقال: و أيّ شبهة مع المعاينة؟

قلت: ليس توجب المعاينة لذلك أكثر من العلم بما جرى، و الحكم في الحدود لا يكون بالعلم.

قال: و لم؟

قلت: لأنّ الحدّ حقّ اللّٰه تعالى، و الإمام مأمور بإقامة الحدّ، فكأنّه قد صار حقّا له، و ليس لأحد أخذ حقّه بعلمه، و لا تناوله بيده، و قد أجمع المسلمون على وقوع الحدّ بالإقرار و البيّنة، و لم يجمعوا على إيقاعه بالعلم.

قال: فسجد مرّة أخرى، و أمر لي بمال جليل، و رزق في الفقهاء في كلّ شهر، و أن ألزم الدار.

قال: فما خرجت حتّى جاءتني هدية الفتى و هدية أمّه و أسبابه، فحصل لي‌

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست