responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 395

مذهب الإمام أبي حنيفة

و أوّل مذهب يطالعنا في ذلك العصر و أقدمه هو مذهب الإمام أبي حنيفة، فإنّ الإمام كان من أوائل الذين تقدّموا لمبايعة أبي العبّاس السفّاح في جملة من بايعه من الفقهاء، حيث انّ الناس كانوا يتشوّقون لحكم وعدهم بإقامة العدل و السنّة لينقذهم من جور الأمويّين.

لكنّ أبا حنيفة سرعان ما أدرك انحراف العبّاسيّين و شراءهم لضمائر بعض الفقهاء و العلماء، فابتعد عن السلطة و رفض أن يتولّى القضاء للمنصور العبّاسيّ رغم كلّ السبل التي اقتفاها لاحتوائه، فكلّما ازدادوا إلحاحا عليه ازداد ابتعادا عنهم و رفضا لتولّي القضاء، حتّى وصل الأمر إلى سجنه و تعذيبه، و قيل: انّه مات مسموما على أيدي العبّاسيّين.

و على كلّ حال فإنّه لم يدوّن فقهه للسلطان و لا لغيره، اللّٰهم إلّا وريقات باسم «الفقه الأكبر» في العقائد نسبت إليه، و لم يصحّ ذلك على وجه القطع و اليقين.

ثمّ انّ السلطات بعد وفاة الإمام أبي حنيفة استطاعت أن تحتوي اثنين من أكبر تلامذته، هما: أبو يوسف القاضي، و محمّد بن الحسن الشيبانيّ اللذين كانا ينسبان كلّ ما وصلا إليه من رأي إلى أبي حنيفة! و كان أبو يوسف قد انضمّ إلى السلطة العبّاسيّة أيّام المهديّ العبّاسيّ سنة 158 و ظلّ على ولاية أيّام الهادي و الرشيد، و دوّن من كتب الفقه: الصلاة، الزكاة، الصيام، الآثار، الفرائض، البيوع، الحدود، الوكالة، الوصايا و الصيد، الذباحة، و كتاب اختلاف الأمصار، و كتاب الردّ على مالك بن أنس.

و أهم كتبه: كتاب الخراج، الذي ألّفه بناء على طلب من الخليفة هارون الرشيد في جباية الخراج، فالمؤلّف خرج عن حدود تلك الدائرة إلى موضوع الإمامة و الخلافة و شئون القضاء و الحرب! و قد ذكر المؤرّخون سبب اتّصال أبي يوسف بالرشيد و توثيق علاقاته معه:

انّ بعض القوّاد حنث في يمين، فطلب فقيها يستفتيه فيها، فجي‌ء بأبي يوسف، فأفتاه انّه لم يحنث، فوهب له دنانير و أخذ له دارا بالقرب منه و اتّصل به.

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست