responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 351

يستعدّ للإجابة، و انّ قول أبي حنيفة (و ما أخلّ منها بمسألة) ثمّ قوله (انّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس) تؤكّد على انّ الصادق كان أعلم أهل زمانه.

3- إنّ جملة «فيجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا، و أهل المدينة يقولون كذا، و نحن نقول كذا، فربّما تابعنا و ربّما تابعهم، و ربّما خالفنا جميعا» تنبئ عن وجود ثلاثة خطوط فكريّة في الشريعة:

أ- قول أهل العراق.

ب- قول أهل المدينة.

ج- قول أهل البيت.

و أنّ مدرستي العراق و المدينة- كما ستعرف- كانتا مدرستين في قبال مدرسة أهل البيت، إذ كان بعضهم يفتي طبق الأثر و الآخر طبق الرأي، و لم يكونوا على اختلاف مع السلطة، بل نراهم دوما يخضعون لها و يأمرون بمسايرتها و يرون وجوب إطاعة السلطان برّا كان أم فاجرا، و يقولون بجواز الصلاة- و هي عمود الدين- خلفه.

و انّ جملة أبي حنيفة «فربّما تابعنا، و ربّما تابعهم، و ربّما خالفنا جميعا» تؤكّد على أنّ الأحاديث المروية عن النبيّ (ص) في المدوّنات ليست جميعها صحيحة النسبة إليه (ص)، فترى الصادق- و هو من أهل البيت- و أهل البيت أدرى بما فيه يوافق أهل العراق لصحة مرويّاتهم عن رسول اللّٰه تارة، و يوافق أهل المدينة لصحّة نقلهم عنه (ص) تارة أخرى و في ثالثة يخالفهم جميعا و يبيّن موقف أهل بيت الرسالة فيه.

و عليه فإنّ موافقته لإحدى هاتين المدرستين تدلّ على وجود جذور لمدرسة أهل البيت عندهم. و به يردّ كلام الدكتور محمّد كامل حسين في مقدّمته لموطأ مالك: «و يروي الشيعة عن طريقه (أي الصادق) أحاديث لا نجدها إلّا في كتب الشيعة [1]».

كما يردّ كلام ابن سعد في طبقاته حيث قال: «إنّ جميع ما روي عن الباقر لا‌


[1] موطّإ مالك: المقدّمة (أك).

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست