responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 344

قال: أ فتظنّون أنّ العلم الذي أنزله إليه رفع معه أو خلّفه؟

قالوا: بل خلّفه.

قال: أ فتظنّون خلّفه عند غير عترته و أهل بيته الأقرب فالأقرب؟

قالوا: لا.

قال: أ فتشكّون أنّ أهل البيت معدن العلم، و أصحاب ميراث رسول اللّٰه (ص) الذي علّمه اللّٰه؟

قالوا: اللّٰهمّ لا [1].

كانت هذه سياسة العبّاسيين في بدء الأمر، لكنّا نراهم ينحرفون عن هذا النهج، فصاروا لا يسمحون لشيعة عليّ بالتحديث [2] عنه و عن رسول اللّٰه! و في نفس الوقت يدّعون أنّهم هم آل محمّد الذين أكّد الرسول على محبّتهم، و المطالبة بحقّهم. جاء في خطبة أبي العبّاس السالفة الذكر:

(يا أهل الكوفة، أنتم محل محبّتنا، و منزل مودّتنا، أنتم الذين لم تتغيّروا عن ذلك، و لم يثنكم ذلك تحامل أهل الجور عليكم، حتّى أدركتم زماننا، و أتاكم اللّٰه بدولتنا، فأنتم أسعد الناس بنا، و أكرمهم علينا، و قد زدتكم في أعطياتكم بمائة درهم [3]).

و هو ممّا يؤكّد على هذه الحقيقة، فإنّه بعد ما طرح أسلوب اللين أردفه بالأسلوب التوعّديّ و التوبيخيّ فأخذ يقول: أنا السفّاح المبيح، و الثائر المبير ..

بهذا الأسلوب سعوا للسيطرة على الأمّة و ساقوهم إلى ما يريدون. و إنّ استغلال الشرف الهاشميّ كان أنجح أسلوب اتّبعوه في سياستهم، و لم يكونوا كالأمويين في تعاملهم مع أولاد عليّ، بل تستّروا بقناع الدعوة إلى أهل البيت و الدفاع عن حقوق المظلومين، ثمّ ادّعوا أنّهم أهل البيت و أخذوا في تحريف‌


[1] الكامل في التاريخ 5: 362- سنة 129.

[2] انظر: الكامل في التاريخ و تاريخ بغداد و مقاتل الطالبيين: ص 362 و غيرها من كتب التاريخ و قد وقفت على دور الأمويّين قبل ذلك و للمزيد انظر الكامل 3: 430.

[3] الكامل في التاريخ 5: 413- سنة 132.

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 344
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست