responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 343

أهل تعاطف و برّ و مواساة».

ثمّ أشار إلى اغتصاب أميّة الخلافة فقال:

«و ردّ علينا حقّنا، و تدارك بنا أمتنا .. [1]» إلى آخر الخطبة.

إنّ هذه الكلمات التي ردّدها أبو العبّاس لا ترجح كفّة العبّاسيين على العلويين، بل تجعلهم جميعا في مستوى واحد، و أنّ استعانته بالكلام عن السبئيّة و تعريضه بهم يشير إلى وجود تضادّ مفهومي و سياسي بينهم، و أنّ الخليفة بهجمته هذه على السبئيّة و استغلاله شرف النسبة إلى رسول اللّٰه إنّما أراد تصحيح خلافته و إسباغ السمة الشرعيّة عليها. لكن هنا سؤالا يطرح نفسه:

لو كان العبّاسيون حقّا هم أصحاب الحقّ الشرعيّ، فما معنى تلك المواقف التي وقفها جدّهم الأوّل العبّاس و ابنه عبد اللّٰه لمصلحة عليّ؟!! علما بأنّا لم نقف على نصّ واحد يدلّ على انّ الأجداد قد طالبوا بالخلافة لأنفسهم، بل العكس هو القائم الموجود.

فالعبّاسيون- كما قلنا- استغلّوا التعاطف الجماهيريّ مع أهل البيت لمصلحة دولتهم، و أنّ عملهم تحت شعار (الرضا من آل محمّد) كان يعني انتهاج فقه عليّ و الأخذ بكلام العترة من آله الذي هو امتداد لسنّة رسول اللّٰه.

فقد جاء من الإشارة إلى هذا الأمر فيما كان العبّاسيّون أيّام الثورة يأخذونه من ميثاق و ما يطرحونه من تساؤلات، مثل قولهم:

هل فيكم أحد ينكر أنّ اللّٰه بعث محمّدا (ص) و اصطفاه و بعثه إلى جميع خلقه؟

قالوا: لا.

قال: أ فتشكّون أنّ اللّٰه أنزل عليه كتابه فيه حلاله و حرامه و شرائعه و أنباؤه، و أخبز بما كان قبله و بما يكون بعده؟

قالوا: لا.

قال: أ فتشكّون أنّ اللّٰه قبضه إليه بعد أن أدّى ما عليه من رسالة ربّه؟

قالوا: لا.


[1] الكامل في التاريخ 5: 412- 413 حوادث سنة 132.

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست