responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 340

قربانا للسلطان، و صاروا يدّعون ما ليس لهم، فنرى الأحكام الإلهيّة في عهدهم تأخذ طابعا سياسيّا و يستخدمون الدين ضد الدين كما عهدناه سابقا في الحكم الأمويّ، فتتأصّل فيه آراء فقهيّة و ترى وضع الأحاديث ينساب و يتتالى تقرّبا إلى السلطان، و أنّ القارئ سيقف على بعضها، حينما يقتضي السياق بيان ذلك.

و سنبيّن حال الوضوء في هذا العهد و هل تأثّر بالسياسة أم بقي بعيدا عن المجريات الحكوميّة؟ و ذلك بعد تقديمنا عرضا تاريخيّا للعهد العبّاسيّ الأوّل، و دور الحكّام في حدوث المذاهب الفقهيّة و دعمهم لها، و ما أصاب العلويين من الظلم، و انّه كان أضعاف ما أصابهم في عهد الأمويين، حتّى قال الشاعر:

فليت ظلم بني مروان دام لنا * * *و ليت عدل بني العبّاس في النار

و كذلك:

تاللّه ما فعلت أميّة فيهمو * * *معشار ما فعلت بنو العبّاس

و لعلّ فيما عرضناه ما يساهم في معرفة واقع الأمّة الاجتماعيّ و السياسيّ، و يوقفنا على ملابسات اختلاف المسلمين في الأحكام الشرعيّة.

و انّ الخوض في مثل هذه البحوث من شأنه أن يقدّم للفقيه و المحقّق الباحث و من يهتم بمسائل الخلاف بين المسلمين و غيرهم رؤية دقيقة و تكشف عن أمور لم تدرس من قبل في مجال الفقه و الشريعة، مع أنّها بحوث كانت جديرة بالدراسة قبل اليوم، و خصوصا في الفروع الفقهيّة المختلف فيها بين الأمّة. و إنّ محاولتنا في الوضوء هي خطوة أوّليّة في هذا الباب، نأمل أن تتبعها محاولات أخرى من قبل الأعلام.

و إذ كانت هذه المحاولة- التي قدّمناها في الوضوء- هي حديثة عهد و لم يقدم فيها نموذج تطبيقيّ لحدّ الآن، كان التفصيل في بعض المجالات و خصوصا تاريخ حدوث المذاهب و بيان أسباب اختلاف المسلمين ضروريّا في غاية الضرورة، إذ لا يعقل أن يختلف المسلمون إلى هذا الحدّ في بيان حكم اللّٰه الأحد، و المنزل في الكتاب المتّفق عليه عند الجميع، و المبيّن من قبل الرسول المعروف عند الجميع و إمكان تصحيح كلّ النقولات عنه (ص) و ذلك لإيماننا‌

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 340
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست