responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 317

الاختلاف في العقيدة و أصول التشريع، و كان أهل البيت من المعتقدين بضرورة الحفاظ على كلا الأسلوبين في مجال تبيين الأحكام و السياسة، من أجل استمرار المواجهة على مرّ الأيّام.

و صحيح أنّ القيام و القعود خطّان متوازيان، لكنّهما يصبّان في هدف واحد مشترك، و هو دوام نهج السنّة النبويّة الشريفة، و لهذا السبب نرى في تاريخ الشيعة تيارين حاكمين عبر جميع فترات تاريخهم، التيّار الثوريّ الرافض، و التيّار المنتظر المحافظ، و من التيارين السالب و الموجب- كما يقول علماء الفيزياء- يحدث النور، و هكذا الأمر بالنسبة للحركة، فهي لا تنتج إلّا بتقديم رجل و تأخير أخرى و كلاهما ضروريّ للتقدّم و السير. فصدور بعض النصوص عن الصادق في زيد أو غيره، لا يعني التشكيك في قيامه، بل يرجح أن يكون صدور تلك الأخبار عنه عبارة عن موقف تكتيكيّ اقتضته الظروف السياسيّة الخاصّة آن ذاك. و لأجل ذلك قال الرسول عن الحسن و الحسين إنّهما إمامان قاما أو قعدا! و عليه، فوحدة الفكر و المذهب و المنحى السياسيّ بين بني الحسن و الزيديّة و الجعفريّة لا انفصام لها، إذ لو لم تكن كذلك، لما رأينا يحيى بن عبد اللّٰه بن الحسن يخاطب جعفر بن محمّد الصادق ب‌ «حبيبي».

فقد جاء في مقاتل الطالبيين:

كان يحيى يسمّيه (أي الصادق) حبيبي، و كان إذا حدّث عنه قال: (حدّثني حبيبي جعفر بن محمّد) [1].

و كان الصادق قد أوصى إليه، كما أوصى إلى ابنه موسى و أمّ ولد كانت عنده بأمور [2].

ألا ترى أنّ هذه الكلمات تدلّ على وحدة الهدف و تقارب الفكر و الاستدلال؟

و إذا لم يكونا متحدين، فكيف يولّي أبو السرايا: إبراهيم بن موسى بن جعفر‌


[1] مقاتل الطالبيين: 464.

[2] مقاتل الطالبيّين: 464.

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست