اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 316
أخوك، و فعل ما فعل، فلقد خرج قبله زيد بن عليّ، فقتل، و لو لا مكانك منّي لقتلته.
فقال الرضا: «يا أمير المؤمنين، لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن عليّ، فإنّه من علماء آل محمّد، غضب للّٰه فجاهد أعداءه حتّى قتل في سبيله، و لقد حدّثني أبي أنّه سمع أباه جعفرا يقول: رحم اللّٰه عمّي زيدا، إنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد، و لو ظفر لوفى بما دعا إليه، و قد استشارني في خروجه، فقلت له: يا عمّ إن رضيت أن تكون المقتول بالكناسة فشأنك» [1].
ففي قول الصادق إشارة إلى إخبار الرسول و إخبار عليّ بن أبي طالب و الحسين بن عليّ، و غيرهم: «بأنّ رجلا من ولده يصلب بالكناسة» [2].
وحدة المواقف الدينيّة
اتّضح ممّا مضى انّ مذهب الإمام زيد لا يخالف مذهب الباقر و الصادق، و كذا الحال بالنسبة إلى بني الحسن، و إن اختلفوا في بعض المواقف السياسيّة، إذ كيف يمكن تصوّر مخالفة زيد لأخيه الأكبر محمّد الباقر، و كلاهما ابنا عليّ بن الحسين بن عليّ، و الجميع يشهد بفضلهما و جلالة قدرهما و مكانهما من الفقه و الشريعة؟!.
فقد روي عن الإمام زيد أنّه قال: «من أراد الجهاد فإليّ، و من أراد العلم فإلى ابن أخي».
كما قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق: «القائم إمام السيف، و القاعد إمام علم» [3].
و هذا ما يبيّن أنّ أهل البيت كانوا يواجهون الحكّام على الصعيدين العلميّ و السياسيّ. و من المعلوم أنّ الاختلاف في المنهجيّة و الأسلوب، لا يعني
[1] عيون الأخبار 1: 194- 1، و قريب منه في تهذيب تاريخ دمشق 6: 20.