responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 269

- و سيقف القارئ على ذلك في الفصل الثاني من هذه الدراسة- و قد وقفت سابقا على كلام الحجّاج و تعليله بأنّه: (أقرب إلى الخبث)، أو قول عائشة لعبد الرحمن:

(إنّ رسول اللّٰه قال ويل للأعقاب من النار) أو انّه (ص) قال: (أسبغوا الوضوء) و انّ عائشة و ابن عمر و أبا هريرة و عبد اللّٰه بن عمرو بن العاص قد أدرجوا هاتين الجملتين معا للدلالة على الغسل، و قد مثّل علماء الحديث للإدراج بها.

فيحتمل أن يكون رسول اللّٰه (ص) قد أراد بقوله: «أن يسبغ كما أمره اللّٰه به» الإشارة إلى أنّ الإسباغ يتحقّق بغسلتين لا أزيد، لما تواتر عنه (ص) و ثبت عند الفريقين، امّا تحقّق الإسباغ بثلاث مرّات فهذا ما لا تقبله مدرسة المسح و أتباع أهل البيت، و سنتعرّض إلى ذلك مفصّلا في الفصلين الأوّل و الثاني.

و من الظريف هنا أن نذكر عبارة لمحشّي سنن ابن ماجة، حيث يقول، إنّ قوله: «يمسح برأسه و رجليه» يجب حمله على الغسل بأدلّة خارجيّة، كما حمل القرآن عليه! و قد ترجم ابن حجر لرفاعة بن رافع، و قال عنه: شهد بدرا، و روى عن النبيّ و عن أبي بكر الصديق، و عبادة بن الصامت، و عنه ابناه عبيد و معاذ، و ابن أخيه يحيى بن خلّاد و ابنه على بن يحيى. مات في أوّل خلافة معاوية.

قلت: و أبوه أوّل من أسلم من الأنصار، و شهد هو و ابنه العقبة [1].

و قال ابن عبد البرّ: و شهد رفاعة مع عليّ الجمل و صفّين.

و قال ابن قانع: مات سنة إحدى أو اثنين و أربعين [2].

كانت هذه نماذج أخرى لوضوءات صحابة آخرين، تراهم يمسحون و يؤكّدون على أنّ المسح هو من وضوء النبيّ (ص)، عرضناها لدحض اتّهامات المغرضين الذاهبين لكلّ سبيل حالك! و نأتي بنماذج أخرى لوضوءات بعض التابعين، و بعض أهل البيت، حتّى يتبيّن لنا استمرار خطّ المسح، للتأكيد على أنّ المسح ليس من مبتدعات الروافض و الشيعة، كما يقولون.


[1] تهذيب التهذيب 3: 281، الإصابة 1: 517.

[2] تهذيب التهذيب 3: 281.

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست