اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 238
و قد كان رسول اللّٰه (ص) يذكر خديجة بخير مع وجود عائشة!!. بل كان يؤنّبها لقولها في خديجة: إنّها عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر، قد أبدلك اللّٰه خيرا منها [1].
عطفا على ما سبق
و لنعد إلى ما طرحناه سابقا عن الحكّام و دورهم في تدوين السنّة الشريفة، و سبب تصدّيهم للتدوين و الإفتاء، على الرغم من وجود كبار التابعين و أعاظم الفقهاء و المجتهدين!.
و ما ذا تعني الإحالة إليهم، و أخذ الأحكام عنهم، و هل حقّا أنّ ما يقوله ابن عمر هو قول اللّٰه و رسوله و لا يمكن أن يرد فيه الخطأ؟
و كيف صارت السنّة تدوّن عن إكراه! و لزوم أخذ الناس بها للصعب و الذلول! فقد جاء في شرح مسلم للنوويّ: انّ بشير العدويّ جاء إلى ابن عبّاس فجعل يحدّث و يقول: قال رسول اللّٰه، و ابن عبّاس لا يأذن لحديثه و لا ينظر إليه.
فقال: يا بن عبّاس، مالي لا أراك تسمع لحديثي، أحدّثك عن رسول اللّٰه و لا تسمع.
قال ابن عبّاس: انّا كنّا مرّة إذا سمعنا رجلا يقول قال رسول اللّٰه ابتدرته أبصارنا و أصغينا إليه بآذاننا، فلمّا ركب الناس الصعب و الذلول لم نأخذ من الناس إلّا ما نعرف [2].
و قيل: إنّ كتابا فيه قضاء عليّ أتى إلى ابن عبّاس فمحاه إلّا قدرا [3].
و جاء في طبقات الفقهاء، عن سعيد بن جبير، قال: سألت عبد اللّٰه بن عمر
[1] مسند أحمد 6: 150، 154، الإصابة 4: 283، الاستيعاب 4: 1824، تاريخ الإسلام، للذهبيّ (السيرة النبويّة): 237- 238.