responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 226

عائشة عند تحدّثها عن رسول اللّٰه، و لما ذا لا تبدّل كلمة (الخدّ) بالوجه، و (الفخذ) بالرجل مثلا؟! أ تراها حقّا أنّها قالت كلّ ذلك، أم إنّ الأمويين نسبوا إليها ما لم تقله و لم تحدّث به؟! و لما ذا نرى الموسم، و أرض منى تنتخب للمجون و الفساد من قبل الأمويين! و هي أيّام عبادة، و الأرض مقدّسة، و المسلمون مكلفون بالابتعاد عن جميع الأهواء النفسانيّة و الميول الشيطانيّة؟!!

الأمويّون و مسخهم للشخصيّة الإسلاميّة

لو رجعنا قليلا، و درسنا حالة الأمويين في الجاهليّة، لوقفنا على سرّ نشرهم مثل هذه الأخبار. فإنّهم- كما هو المعروف- كانوا أهل لهو و مجون، و في موقف عداء و خصام مع الإسلام، و لم يدخلوه- بعد فتح مكّة- إلّا مكرهين.

فكان اختيارهم للموسم و أرض منى إيغالا منهم في محاولة مسخ معالم العاصمتين (مكّة و المدينة) الإسلاميّتين المعنويّة، و تلطيخهما بمسحة لا تليق بجعلها صالحة للزعامة الدينيّة.

و في المقابل، أكّدوا على الشام، و رووا في فضلها الشي‌ء الكثير، و قد قيل:

انّ الخلفاء الأمويين كانوا يصطحبون فيما يصطحبون معهم إلى الحجّ المغنّين و الماجنين! و قد نقل عن عمر بن أبي ربيعة أنّه لقي الوليد بن عبد الملك في حجّة، فجعل يحدّث الخليفة و يناجيه، و الخليفة مستغرق في الضحك، فلما رجع قيل له: ما الذي كنت تضحك أمير المؤمنين به؟

قال: ما زلنا في حديث الزنا حتّى رجعنا [1].

و جاء في الأغاني: إنّ الوليد بن عبد الملك كان يدير ظهره إلى الكعبة و يطلب من ابن أبي ربيعة في أن ينشده بعض الأبيات في الغزل [2].


[1] الأغاني 1: 112.

[2] الأغاني 1: 114- 115، 119.

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست