responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 181

قال السنديّ في تعليقته على النسائيّ: «من بغض عليّ»: أي لأجل بغضه، أي: و هو كان يتقيّد بالسنن، فهؤلاء تركوها بغضا له [1].

و أخرج ابن حزم في المحلّى: أهلّ رسول اللّٰه حتّى رمى الجمرة و أبو بكر و عمر [2]. و لم يذكر عثمان.

و عن عبد الرحمن بن يزيد: إنّ عبد اللّٰه بن مسعود لبّى حين أفاض من جمع، فقيل له: عن أي هذا؟

و في لفظ مسلم: فقيل: أعرابي هذا؟! فقال: أنسي الناس أم ضلّوا؟. سمعت الذي نزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المكان: «لبيك اللّٰهمّ لبيك» [3].

و في النصّين الأخيرين دلالة إلى أنّ الخليفة عثمان كان لا يرتضي التلبية، و أنّه كان قد طبّع الناس على تركها، بحيث كانوا يعتبرونها ليست من الدين، و أنّ معاوية قد سار على نهج الخليفة كما ظهر ذلك من النصّ الأوّل.

و ما كانت هذه الأمثلة إلّا نموذجا لكثير من النصوص المبثوثة في الكتب و الدالّة على التزام معاوية بنهج الخليفة و سعيه لتطبيق فقه عثمان و رأيه.

و بعد هذا. نتساءل:

أ يعقل أن يتخطّى معاوية وضوء الخليفة، مع ما عرفت عنه من تبنيه لآرائه الفقهيّة؟! و ما ذا يجدي نقل كلّ تلك الفضائل لعثمان، ألم تكن هي مقدّمة للأخذ بفقهه و السير على نهجه؟

و كيف يترك معاوية فقه عثمان، و هو الخليفة الأمويّ المظلوم!! و يسمح بانتشار فقه الناس المخالفين له و لعثمان؟! لسنا بصدد البحث في أنّ عثمان هل هو الذي أثّر في الأمويّين، أم هو المتأثّر‌


[1] هامش سنن النسائيّ 5: 253.

[2] انظر المحلّى 7: 135- 136، فتح الباري 3: 419- 420.

[3] صحيح مسلم 2: 932- 270.

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست