اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 180
صلاة صلّيتها مع رسول اللّٰه و الخليفتين، قال: فانطلقت فصلّيت معه فإذا هو يكبّر كلّما سجد و كلّما رفع رأسه من الركوع، فقلت: يا أبا نجيد من أوّل من تركه؟
قال: عثمان بن عفّان (رض) حين كبر و ضعف صوته تركه [1].
و أخرج الشافعيّ في كتاب الأمّ و كذا القزويني في التدوين من طريق أنس بن مالك، قال: صلّى معاوية بالمدينة فجهر فيها بالقراءة، فقرأ: بسم اللّٰه الرحمن الرحيم لأمّ القرآن، و لم يقرأ بها للسورة التي بعدها، حتّى قضى تلك القراءة و لم يكبّر حين يهوي حتّى قضى تلك الصلاة، فلمّا سلّم ناداه من يسمع ذلك من المهاجرين من كلّ مكان: يا معاوية! أسرقت الصلاة أم نسيت؟! فلمّا صلّى بعد ذلك قرأ: بسم اللّٰه الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أمّ الكتاب و كبّر حين يهوي ساجدا [2].
و أخرج الشافعيّ الحديث كذلك عن طريق عبيد بن رفاعة [3]، و صاحب الانتصار أخرجه عن طريق أنس بن مالك، كما حكاه في البحر الزخار.
و بهذا عرفت بأنّ معاوية قد تبنّى فقه الخليفة في تركه للتكبير المسنون، و الجمع بين الأختين بالملك و عدم الجهر بالقراءة اقتداء بعثمان!
4- التلبية:
أخرج النسائيّ و البيهقيّ في سننهما عن سعيد بن جبير، قال: كان ابن عبّاس بعرفة، فقال: يا سعيد، مالي لا أسمع الناس يلبّون؟
فقلت: يخافون معاوية.
فخرج ابن عبّاس من فسطاطه، فقال: لبيك اللّٰهمّ لبيك، و إن رغم أنف معاوية، اللّٰهمّ العنهم، فقد تركوا السنّة من بغض عليّ [4].
[1] مسند أحمد 4: 432، الوسائل في مسامرة الأوائل: 18- 93.