اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 91
[خطبة المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ
الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ و صلى الله على حبيبه و عبده و نبيه محمد أفضل
من علم و علم و على آله و أصحابه المتأدبين بآدابه و سلم. أما بعد فإن كمال
الإنسان إنما هو بالعلم الذي يضاهي به ملائكة السماء و يستحق به رفيع الدرجات في
العقبى مع جميل الثناء في الدنيا و يتفضل مداده على دماء الشهداء و تضع الملائكة
أجنحتها تحت رجليه إذا مشى و يستغفر له الطير في الهواء و الحيتان في الماء و يفضل
نومه ليلة من لياليه على عبادة العابد سبعين سنة و ناهيك بذلك جلالة و عظما. لكن
ليس جميع العلم يوجب الزلفى و لا تحصيله كيف اتفق يثمر الرضا بل لتحصيله شرائط و
لترتيبه ضوابط و للمتلبس به آداب و وظائف و لطلبه أوضاع و معارف لا بد لمن أراد
شيئا منه من الوقوف عليها و الرجوع في مطلوبه إليها لئلا يضيع سعيه و لا يخمد جده.
و كم رأينا بغاة هذا العلم الشريف دأبوا في تحصيله و أجهدوا نفوسهم في طلبه و نيله
ثم بعضهم لم يجد لذلك الطلب ثمرة و لا حصل منه على غاية معتبرة و بعضهم حصل شيئا
منه في مدة مديدة طويلة كان يمكنه تحصيل أضعافه في برهة يسيرة قليلة و بعضهم لم
يزده العلم إلا بعدا عن الله تعالى و قسوة و قلبا مظلما مع قول الله سبحانه و هو
أصدق القائلين إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 91