و المناظرة لا تنفك عن
التكبر على الأقران و الأمثال و الترفع فوق المقدار في الهيئات و المجالس و عن
إنكار كلام خصمهم و إن لاح كونه حقا حذرا من ظهور غلبتهم و لا يصرحون عند ظهور الفلج
عليهم بأنا مخطئون و أن الحق قد ظهر في جانب خصمنا. و هذا عين الكبر الذي
و قد فسره ص في الحديث
السابق[5] بأنه بطر
الحق و غمص الناس و المراد ببطر الحق رده على قائله و عدم الاعتراف به بعد ظهوره و
غمص الناس بالصاد المهملة بعد الميم و الغين المعجمة احتقارهم. و هذا المناظر قد
رد الحق على قائله بعد ظهوره له و إن خفي على غيره و ربما احتقره حيث يزعم أنه محق
و أن خصمه هو المبطل الذي لم يعرف الحق و لا له ملكة العلم و القوانين المؤدية
إليه.
[1]-« الكافي» ج 2/ 360، كتاب الإيمان و الكفر،
باب السباب، الحديث 2.
[2]-« الكافي» ج 2/ 361، كتاب الإيمان و الكفر،
باب السباب، الحديث 8.
[3]-« الكافي» ج 2/ 361، كتاب الإيمان و الكفر،
باب السباب، الحديث 9.
[4]-« صحيح مسلم» ج 1/ 94، كتاب الإيمان، الباب
40؛« إحياء علوم الدّين» ج 3/ 335.
[5]- سبق الحديث في الأمر الرابع من القسم الثاني
من النوع الأول من الباب الأوّل، الصفحة 175، و هو في« صحيح مسلم» ج 1/ 93، كتاب
الإيمان، الباب 39- و فيه:« غمط الناس» بدل« غمص الناس»-؛« عوالي اللآلي» ج 1/
436- 437.
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 329