اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 248
و للسلف الصالح في صبرهم مع مشايخهم أقاصيص غريبة[1] لو أتينا
عليها لطال الخطب.
الحادي عشر
[11-] أن يجتهد على أن
يسبق بالحضور إلى المجلس
قبل حضور الشيخ و يحمل
على ذلك نفسه و إن أنتظره على باب داره ليخرج و يمشي معه إلى المجلس فهو أولى مع
تيسره. و يحترز عن[2] أن يتأخر في
الحضور عن حضور الشيخ فيدع الشيخ في انتظاره فإن فاعل ذلك من غير ضرورة أكيدة معرض
نفسه للمقت و الذم نسأل الله العافية. حكى ياقوت[3] في معجمه[4] عن هارون بن موسى القيسي
[1]- أقول: منها ما وقع للمحدّث الجزائريّ مع بعض
أساتذته، انظر لمزيد الاطّلاع« الأنوار النعمانية» ج 4/ 303، 305.
[2]- في« ز»،« م»،« ه»،« ق»،« ط» و« ن»:« و يحرص
عن» بدل« يحترز عن»، و ما أثبتناه مطابق لسائر النسخ و لعلّه الصواب، إلّا أن
يكون« يحرص عن» بمعنى« يرغب و يحترز عن».
[3]- هو ياقوت بن عبد اللّه الرومي الحموي
المتوفّى سنة 626 ه. وردت ترجمته و مصادر ترجمته في« وفيات الأعيان» ج 6/ 127-
139؛ و« الأعلام» ج 8/ 131؛ و« معجم المؤلّفين» ج 3/ 178- 179.
[4]- اعلم أنّي تصفّحت و تتبّعت جميع« معجم
الأدباء» و« معجم البلدان» لياقوت الحموي مرّتين، و بذلت جهدي في ذلك ليالي و
أيّاما بما لا يتحمّل عادة؛ فلم أجد هذه الحكاية في هذين الكتابين؛ نعم قال ياقوت
في كتابه« معجم البلدان» ج 5/ 58، مادة« مجر»:
« مجريط ... بلدة بالأندلس، ينسب
إليها هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي الأديب القرطبيّ، أصله من مجريط،
يكنّى أبا نصر، سمع من أبي عيسى الليثي و أبي على القالي. روى عنه الخولاني. و كان
رجلا صالحا صحيح الأدب، و له قصّة مع القالي ذكرتها في أخباره من كتاب الأدباء[
يعني« معجم الأدباء»].
و مات المجريطي لأربع بقين من ذي
القعدة سنة 401. قاله ابن بشكوال».
و لكن ليس في« معجم الأدباء»
المطبوع ترجمة هارون بن موسى أصلا، و لم يذكر ياقوت هذه القصة في ترجمة إسماعيل بن
قاسم المعروف بأبي علي القالي في« معجم الأدباء» ج 7/ 25- 33، و لا في ترجمة أحمد
بن موسى بن عبّاس بن مجاهد في ج 5/ 65- 73؛ فلا بدّ أن نقول: جاءت هذه القصة و
ترجمة هارون بن موسى في« معجم الأدباء» كما قال الشهيد و ياقوت نفسه في« معجم
البلدان» ج 5/ 58؛ و لكن لم يطبع إلى الآن جميع« معجم الأدباء»، كما قال مؤلّف«
الأعلام في معجم البلدان» في مقدّمة كتابه هذا، ص 11، بشأن« معجم-- الأدباء»، نقلا
عن كتاب« تاريخ آداب اللغة العربية» ج 3/ 93:
« يدخل في مجلّدات عدة متفرقة في
مكاتب أروبا و الآستانة، لا يطمع في الحصول على نسخة كاملة منها، فنشط الأستاذ
مرجليوث للاشتغال بجمع شتات هذا الكتاب و الوقوف على طبعه، و اهتمّت لجنة تذكار
جيب بنشر ما يمكن العثور عليه من أجزائه، فوفّقنا حتّى الآن إلى نشر خمسة أجزاء
منه، و هي: الأوّل و الثاني و نصف الثالث من مكتبة آكسفورد و الخامس من مكتبة
كوبرلي بالآستانة، و السادس تحت الطبع ينقص القسم الأخير منه، و السعي متواصل في
البحث عن مظانّ سائر الأجزاء. و أخبرنا الأستاذ المشار إليه أنّه ساع في البحث عن
أجزاء أخرى يتوقّع وجودها في لكنا و الهند، ثمّ جاءنا كتابه ... أنّه لم يوفّق إلى
وجود شيء هناك، و لا في مكان آخر، لكن ذلك لا يمنع أن يكون منه شيء في بعض
المكتبات الخصوصية التي لم يصله خبرها ...».
نعم ظفرت على هذه الحكاية في«
إنباه الرواة» ج 3/ 362- 363؛ و« الصلة» ج 2/ 656- 657، و عبارات المؤلّف رحمه اللّه،
أكثر انطباقا على ما في« إنباه الرواة» ممّا في« الصلة».
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 248