فلا يرضى باليسير مع
إمكان الكثير و لا يسوف في اشتغاله و لا يؤخر تحصيل فائدة و إن قلت تمكن منها و إن
أمن فوات حصولها بعد ساعة لأن للتأخير آفات و لأنه في الزمن التالي يحصل غيرها حتى
لو عرض له مانع عن الدرس فليشتغل بالمطالعة و الحفظ بجهده و لا يربط شيئا بشيء. و
ليعلم أنه إن أراد التأخير إلى زمن يكمل فيه الفراغ فهذا زمن لم يخلقه الله تعالى
بعد بل لا بد في كل وقت من موانع و عوائق و قواطع فقاطع ما أمكنك منها قبل أن
يقطعك كلها كما
[1]-« المحدّث الفاصل»/ 202؛« جامع بيان العلم و
فضله» ج 1/ 109؛« الفقيه و المتفقه» ج 2/ 103؛« شرح المهذّب» ج 1/ 63؛« تدريب
الراوي» ج 2/ 141؛« فتح الباقي» ج 2/ 224؛« شرح ألفية العراقي» ج 2/ 224؛« تذكرة
السامع»/ 27، قاله يحيى بن أبي كثير. و جاء في« تذكرة السامع»/ 27:« الجسم» بدل«
الجسد»، و هو أنسب.
[2]- عن أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين:«
... إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان يقول: إنّ الجنّة حفّت بالمكاره، و
إنّ النار حفّت بالشهوات»(« نهج البلاغة» ص 251، قسم الخطب، الخطبة 176).
[3]- هذا عجز بيت للمتنبّي، و البيت ورد في« ديوان
المتنبّي»/ 214 هكذا:
\sُ تريدين لقيان المعالي رخيصة\z و لا بدّ دون الشهد من إبر
النحل\z\E و انظر« تذكرة السامع»/ 27؛ و« الأمثال و الحكم»/ 49.
[4]-« أمالي القالي» ج 1/ 146، رواه عن أبي بكر بن
دريد عن بعض العرب؛« شرح ديوان الحماسة» ج 3/ 1511، رواه عن رجل من بنى أسد. و في«
لسان العرب» ج 4/ 442،« صبر»:« الصبر: عصارة شجر مرّ، واحدته:
صبرة، و جمعه: صبور ... و لا يسكن
إلّا في ضرورة الشعر». و راجع« الأمثال و الحكم»/ 49.
[5]- اعلم أنّي لم أجد هذا الكلام في جوامع الحديث
للشيعة و لأهل السنة، و ليس حديثا من أحاديث المعصومين سلام اللّه عليهم أجمعين،
بل يعدّ من كلمات مشايخ الصوفية، و إليك ما قال بعضهم في ذلك: في« كشف المحجوب»/
482:« و مشايخ گفتهاند: الوقت سيف قاطع، از آنك صفت شمشير بريدن است و صفت وقت
بريدن؛ كى وقت بيخ مستقبل و ماضي را ببرد.»؛ و في« مشارق الدراري»/ 214:« ... پس
از اين جهت او را به شمشير نسبت كردهاند و گفتهاند كه: الوقت سيف؛ يعني زود از
ميان مىگذرد چنانكه شمشير.»؛ و في« تذكرة الأولياء»/ 254- نقلا عن الشافعي-:« ...
علم من در علم صوفيان نرسيد و علم ايشان در علم يك سخن پير من نرسيد كه گفت: الوقت
سيف قاطع».-- و قال سعدي الشيرازي في« بوستان»/ 185، الباب 9:
\sُ مكن عمر ضايع به افسوس و حيف\z كه فرصت عزيز است و الوقت
سيف\z\E و قال العارف الرومي:
\sُ قال أطعمني فإنّي جائع\z و اعتجل فالوقت سيف قاطع\z\E و على هذا، فالجملة من كلمات
مشايخ الصوفية و ليس من أحاديث المعصومين عليهم السّلام، و صرّح بذلك في« كشف
الخفاء» ج 2/ 457 و قال:« ليس بحديث و هو من كلام بعض الحكماء». و المؤلّف رحمه
اللّه، إنّما عبّر عنه في المتن بالخبر، و الخبر، كما في« شرح البداية»/ 6- 7،«
أعمّ من أن يكون قول الرسول أو الإمام و الصحابيّ و التابعي و غيرهم من العلماء و
الصلحاء، و قد يخصّ الحديث بما جاء عن المعصوم عليه السّلام، و يخصّ الخبر بما جاء
عن غيره، أو يجعل الحديث أعمّ من الخبر مطلقا».
و جاء في« إرشاد القلوب» ج 1/ 51-
نقلا عن بعض العلماء-:« الليل و النهار يعملان فيك، فاعمل فيهما».
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 230