responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 226

كِبَرِهِ كَالَّذِي يَكْتُبُ عَلَى الْمَاءِ[1].

" وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‌ مَا أُوتِيَ عَالِمٌ عِلْماً إِلَّا وَ هُوَ شَابٌ‌[2].

و قد نبه الله تعالى على ذلك بقوله‌ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا[3] و هذا باعتبار الغالب و إلا فمن كبر لا ينبغي له أن يحجم عن الطلب فإن الفضل واسع و الكرم وافر و الجود فائض و أبواب الرحمة و الهبات مفتحة فإذا كان المحل قابلا تمت النعمة و حصل المطلوب قال الله تعالى‌ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ‌[4] و قال تعالى‌ وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوى‌ آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً[5]. و قال تعالى حكاية عن موسى ع‌ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً[6] إلى غير ذلك. و قد اشتغل جماعة من السلف‌[7] في حال كبرهم فتفقهوا و صاروا أساطين في الدين و علماء مصنفين في الفقه و غيره فليغتنم العاقل عمره و ليحرز شبابه عن التضييع فإن بقية العمر لا ثمن لها كما قيل‌

بقية العمر عندي ما لها ثمن‌

و ما مضى غير محمود من الزمن‌

يستدرك المرء فيها ما أفات و يحيا

ما أمات و يمحو السوء بالحسن‌[8].

الثالث‌[9]

[3-] أن يقطع ما يقدر عليه من العوائق الشاغلة

و العلائق المانعة عن تمام الطلب و كمال الاجتهاد و قوة الجد في التحصيل و يرضى بما تيسر من القوت و إن‌


[1]-« الجامع الصغير» ج 2/ 154، حرف الميم، و شرحه:« فيض القدير» ج 5/ 509، الحديث 8138؛« أدب الدنيا و الدين»/ 57.

[2]-« مجمع الزوائد» ج 1/ 125؛« الفقيه و المتفقه» ج 2/ 89، و قبله فيهما:« ما بعث اللّه نبيّا إلّا و هو شابّ ...».

[3]- سورة مريم( 19): 12.

[4]- سورة البقرة( 2): 282.

[5]- سورة القصص( 28): 14.

[6]- سورة الشعراء( 26): 21.

[7]- منهم السكّاكي صاحب« مفتاح العلوم»، كما يقال. و في« فيض القدير» ج 5/ 509:« ... قد تفقه القفال و القدوري بعد الشيب ففاقوا الشباب».

[8]- لم أقف على ناظم البيتين.

[9]- لاحظ« تذكرة السامع»/ 71- 72.

اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست