و قد نبه الله تعالى على
ذلك بقوله وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا[3] و هذا باعتبار الغالب و
إلا فمن كبر لا ينبغي له أن يحجم عن الطلب فإن الفضل واسع و الكرم وافر و الجود
فائض و أبواب الرحمة و الهبات مفتحة فإذا كان المحل قابلا تمت النعمة و حصل
المطلوب قال الله تعالى وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ[4] و قال تعالى وَ لَمَّا
بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً[5]. و قال تعالى
حكاية عن موسى ع فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي
حُكْماً[6] إلى غير ذلك. و
قد اشتغل جماعة من السلف[7] في حال
كبرهم فتفقهوا و صاروا أساطين في الدين و علماء مصنفين في الفقه و غيره فليغتنم
العاقل عمره و ليحرز شبابه عن التضييع فإن بقية العمر لا ثمن لها كما قيل