اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 208
الحشمة و يذهب العزة من القلوب و أما القليل من المزاح فمحمود
كما كان يفعله النبي ص[1] و من بعده
من الأئمة المهديين[2] تأنيسا
للجلساء و تأليفا للقلوب و قريب منه الضحك-
[8-] أن يجلس في موضع
يبرز وجهه فيه لجميع الحاضرين
و يلتفت إليهم التفاتا
خاصا بحسب الحاجة للخطاب و يفرق النظر عليهم و يخص من يكلمه أو يسأله أو يبحث معه
على الوجه بمزيد التفات إليه و إقبال عليه و إن كان صغيرا أو وضيعا فإن تخصيص
المترفعين من أفعال المتجبرين و المراءين و القارئ من الحاضرين في حكم الباحث
فيخصه بما يتعلق بدرسه و يعطي غيره من الخطاب و النظر بحسب حاله و سؤاله.
[1]-« مكارم الأخلاق»/ 21؛« إحياء علوم الدين» ج
2/ 319.
[2]- قال ابن أبي الحديد في« شرح نهج البلاغة» ج
1/ 25- 26، في وصف مولانا أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلّين:« و أمّا سجاحة
الأخلاق و بشر الوجه و طلاقة المحيّا و التّبسّم، فهو: المضروب به المثل فيه حتّى
عابه بذلك أعداؤه؛ قال عمرو بن العاص لأهل الشام: إنّه ذو دعابة شديدة. و قال عليّ
عليه السّلام في ذاك: عجبا لابن النابغة! يزعم لأهل الشام أنّ فيّ دعابة و أنّي
امرؤ تلعابة، أعافس و أمارس! و عمرو بن العاص إنّما أخذها عن عمر بن الخطّاب لقوله
له لمّا عزم على استخلافه: للّه أبوك لو لا دعابة فيك! إلّا أنّ عمر اقتصر عليها،
و عمرو زاد فيها و سمّجها.
... قال معاوية لقيس بن سعد: رحم
اللّه أبا حسن؛ فلقد كان هشّا بشّا ذا فكاهة، قال قيس: نعم، كان رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله يمزح و يبتسم إلى أصحابه، و أراك تسرّ حسوا في ارتغاء، و تعيبه
بذلك! أما و اللّه لقد كان مع تلك الفكاهة و الطلاقة أهيب من ذي لبدتين قد مسّه
الطّوى، تلك هيبة التّقوى، و ليس كما يهابك طغام أهل الشام!
و قد بقي هذا الخلق متوارثا
متناقلا في محبّيه و أوليائه إلى الآن، كما بقي الجفاء و الخشونة و الوعورة في
الجانب الآخر، و من له أدنى معرفة بأخلاق الناس و عوائدهم يعرف ذلك».
[3]-« مكارم الأخلاق»/ 21؛« إحياء علوم الدين» ج
2/ 325. و راجع« سنن الترمذي» ج 5/ 601، كتاب المناقب، الباب 10، الحديث 3641 و
3642. و انظر الأحاديث التي حول الضحك و الدعابة في« الكافي» ج 2/ 663- 665، كتاب
العشرة، باب الدعابة و الضحك؛ و« بحار الأنوار» ج 76/ 58- 61، كتاب العشرة، الباب
106.
[4]- قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام في
الخطبة التي يصف فيها المتقين:« ... و إن ضحك لم يعل صوته»(« نهج البلاغة» ص 306،
الخطبة 193).
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 208