و الشيم المرضية و رياضة
النفس بالآداب الدينية و الدقائق الخفية و يعودهم الصيانة في جميع أمورهم الكامنة
و الجلية سيما إذا آنس منهم رشدا. و أول ذلك أن يحرض الطالب على الإخلاص لله تعالى
في علمه و سعيه و مراقبة الله تعالى في جميع اللحظات و أن يكون دائما على ذلك حتى
الممات و يعرفه أن بذلك ينفتح عليه أبواب المعارف و ينشرح صدره و ينفجر من قلبه
ينابيع الحكمة و اللطائف و يبارك له في حاله و علمه و يوفق للإصابة في قوله و فعله
و حكمه و يتلو عليه الآثار الواردة في ذلك و يضرب له الأمثال الدالة على ما هنالك
و يزهده في الدنيا و يصرفه عن التعلق بها و الركون إليها و الاغترار بزخرفها و
يذكره أنها فانية و أن الآخرة باقية و التأهب للباقي و الإعراض عن الفاني هو طريق
الحازمين و دأب عباد الله الصالحين و أنها إنما جعلت ظرفا و مزرعة لاقتناء الكمال
و وقتا للعلم و العمل فيها ليحرز ثمرته في دار الإقبال بصالح الأعمال.
و يذكرهم بفضائله و
فضائل العلماء و أنهم ورثة الأنبياء ص و أنهم على منابر من نور يغبطهم الأنبياء و
الشهداء و نحو ذلك مما ورد في فضائل العلم و العلماء من الآيات و الأخبار و الآثار
و الأشعار