responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 186

يَتَوَهَّمَ أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نِسَائِهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ هَذِهِ زَوْجَتِي فُلَانَةُ[1].

و نبهه على العلة لخوفه عليه من تلبيس إبليس عليه و إن كان الواجب على السامع من أول الأمر ترك الاعتراض عند اشتباه الحال بل عند احتمال المسوغ إلى أن يتحقق الفساد كما سيأتي إن شاء الله تعالى في آداب المتعلم‌[2]. و بالجملة فمثل العالم و المتعلم في انتقاشه بأخلاقه و أفعاله مثل الفص و الشمع فإنه لا ينتقش في الشمع إلا ما هو منقوش في الفص و قد شاهدنا هذا عيانا في جماعات من طلبة العلم مع مشايخهم على اختلاف أفعالهم و أخلاقهم‌ وَ لا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[3].

الثامن‌

[8-] إظهار الحق بحسب الطاقة من غير مجاملة لأحد

من خلق الله تعالى فإذا رأى من أحد ميلا عن الحق أو تقصيرا في الطاعة وعظه باللطف ثم بالعنف فإن لم يقبل هجره فإن لم ينجع توصل إلى نهيه و رده إلى الحق بمراتب الأمر بالمعروف. و هذا حكم يختص بالعالم زيادة في التكليف عن غيره و إن شاركه غيره من المكلفين في أصل الوجوب لأن العالم بمنزلة الرئيس الذي إليه الأمر و النهي و لقوله أثر في القلوب فعليه في ذلك زيادة تكليف و لذلك‌

قَالَ النَّبِيُّ ص‌


[1]-« صحيح مسلم» ج 4/ 1712، كتاب السلام( 39)، الباب 9؛« إحياء علوم الدين» ج 2/ 178، و هذا نصّه- من« صحيح مسلم»-:« ... عن أنس أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه‌[ و آله‌] و سلّم كان مع إحدى نسائه، فمرّ به رجل فدعاه. فجاء، فقال: يا فلان! هذه زوجتي فلانة. فقال: يا رسول اللّه! من كنت أظنّ به فلم أكن أظنّ بك.

فقال رسول اللّه: إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم». و روي أيضا بنحو أبسط في« صحيح مسلم» ح 4/ 1712، كتاب السلام( 39)، الباب 9؛ و« سنن أبي داود» ج 4/ 298- 299، كتاب الأدب، الحديث 4994، و هذا نصّه:« ... عن صفيّة، قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه‌[ و آله‌] و سلّم معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدّثته و قمت فانقلبت، فقام معي ليقلبني، و كان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمرّ رجلان من الأنصار. فلمّا رأيا النبيّ صلّى اللّه عليه‌[ و آله‌] و سلّم أسرعا، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه‌[ و آله‌] و سلّم: على رسلكما إنّها صفيّة بنت حيىّ. قالا: سبحان اللّه يا رسول اللّه! قال: إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا- أو قال: شرّا».

[2]- يأتي في الأمر العاشر من القسم الثاني من النوع الثالث، ص 246.

[3]- اقتباس من الآية الشريفة 14 من سورة فاطر( 35):« ... يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَ لا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ».

اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست