responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 154

بل هذا مثال العالم بالقسمين معا التارك لما يعرفه و هو عين الغرور فلو ترك هذا العالم جميع ما عرفه و اشتغل بأدنى معرفته و بمعرفة ما يحبه و يكرهه لكان ذلك أقرب إلى نيله المراد من قربته و الاختصاص به بل تقصيره في العمل و اتباعه للشهوات يدل على أنه لم ينكشف له من المعرفة إلا الأسامي دون المعاني إذ لو عرف الله حق معرفته لخشيه و اتقاه كما نبه الله عليه بقوله‌ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ[1]. و لا يتصور أن يعرف الأسد عاقل ثم لا يتقيه و لا يخافه‌

وَ قَدْ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ ع خَفْنِي كَمَا تَخَافُ السَّبُعَ الضَّارِيَ‌[2].

نعم من يعرف من الأسد لونه و شكله و اسمه قد لا يخافه و كأنه ما عرف الأسد

وَ فِي فَاتِحَةِ الزَّبُورِ رَأْسُ الْحِكْمَةِ خَشْيَةُ اللَّهِ تَعَالَى‌[3].

فصل 3 في الغرور في طلب العلم و المغترين من أهل العلم‌

و للعالم في تقصيره في العمل بعد أخذه بظواهر الشريعة و استعمال ما دونه الفقهاء من الصلاة و الصيام و الدعاء و تلاوة القرآن و غيرها من العبادات ضروب أخر فإن الأعمال الواجبة عليه فضلا عن غير الواجبة غير منحصرة فيما ذكر بل من الخارج عن الأبواب التي رتبها الفقهاء ما هو أهم و معرفته أوجب و المطالبة به‌


[1]- سورة فاطر( 35): 28.

[2]-« إحياء علوم الدين» ج 3/ 335؛« تنبيه الخواطر» ج 1/ 221.

[3]-« إحياء علوم الدين» ج 3/ 335؛« تنبيه الخواطر» ج 1/ 221. و في« كتاب من لا يحضره الفقيه» ج 4/ 272، باب النوادر، و هو آخر أبواب الكتاب، الحديث 828، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:« رأس الحكمة مخافة اللّه عزّ و جلّ».

اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست