responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنزالفوائد المؤلف : الكراجكي، أبو الفتح    الجزء : 1  صفحة : 90
اشار إليها رسول الله صلى الله عليه واله فاتت لكانت تأتيه ايضا إذا اوما إليها وان هذه الاشياء تفعل بالطبع كما يفعل حجر المغناطيس في الحديد الجذب كلا والحمد لله ما يتصور هذا عاقل فإذ نظر واحسن تمام النظر أمر رسول الله صلى الله عليه واله وانتظام مراده الذي قصده وانه نشا بين قوم يتجاذبون العز والمنعة ويتنافسون في التقدمة و الرفعة ويانفون من العار والشنعة ولا يعطون لاحد امره ولا طاعة فلم يزل بهم حتى قادهم الى امره وساقهم الى طاعته واستعبدهم بما لم يكونوا عرفوه وامرهم بهجران ما الفوه الى ان صاروا يبذلون انفسهم دون نفسه ويسلمون لقوله وياتمون لامره من غير ان كان له ملك خافوه ولا مال املوه تفتح له البلاد واذعن له ملوك العباد ونفذ امره في الانفس والاموال والحلائل والاولاد قالوا إنما تم له ذلك لانه فاق العالمين بكمال عقله وحسن تدبيره ورايه ولم يكن ذلك في أحد غيره ففضلوه بهذا ايضا على الخلق اجمعين واوجبوا له التقدم على العالمين فإذا سمعوا المشتهر من عدله ونصفته وحسن سيرته في امته ورعيته وانه كان لا يكلف احدا شيئا في ماله وإذا حصلت المغانم فرقها في امته وقنع من عيشه بدون كفايته هذا مع سخاوته وكرمه و ايثاره على نفسه ووفائه بوعده وصدق لهجته واشتهاره منذ كان بامانته وشريف طريقته وحسن عفوه و مسامحته وجميل صبره وحلمه قالوا كان ازهد الناس واعلاهم قدرا في العدل والانصاف ولا طريق الى انكار احاطته بالفضائل الكرام والمناقب العظام ففضلوه في جميع هذه الامور على الخلق اجمعين واوجبوا له التقدم على العالمين فإذا قيل لهم فهذه العلوم العظيمة متى ادركها وفي أي زمان جمعها وتلقطها وأي قلب يعيها ويحفظها وهل راى قط بشر يحيط بجميع الفضائل ويتقدم العالمين كافة في سائر المناقب ويكون اوحد الخلق في كمال العقل والتمييز وثاقب الراي والتدبير مع نزاهه النفس وصفائها وجلالتها وشرفها وزهدها وفضلها وجودها وبذلها قالوا كانت له سعادات فلكية وعطايا نجومية فاق بها على جميع البرية قيل لهم فمن يكون بهذا الوصف العظيم والمحل الجليل كيف يستجيز عاقل مخالفته أو يسوغ له مباينته وبمن يقتدي افضل منه ومتى يكون مصيبا في الانصراف عنه بل كيف لا يرضى بعقل اعقل وياخذ العلم من اعلم الناس ويقتبس الحكمة من احكم الناس وما الفرق بينكم في قولكم ان هذه العطايا التي حصلت له إنما كانت فلكية ونجومية وبيننا إذا قلنا الهية ربانية وبعد فكيف يستجيز من يكون بهذا العقل الكامل والفضل الشامل والورع الظاهر والزهد الباهر والشرف العريق واللسان الصدوق ان يكذب


اسم الکتاب : كنزالفوائد المؤلف : الكراجكي، أبو الفتح    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست