responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 88

يا حفص إن الله يغفر للجاهلين سبعين ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنبا واحدا من تعلم و علم و عمل بما علم دعي في ملكوت السماوات عظيما فقيل تعلم لله و عمل لله و علم لله قلت جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا فقال حد الله ذلك في كتابه فقال- لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‌ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ‌ إن أعلم الناس بالله أخوفهم لله و أخوفهم له و أعلمهم به و أعلمهم به أزهدهم فيها فقال له رجل يا ابن رسول الله أوصني فقال ع اتق الله حيث كنت فإنك لا تستوحش‌

. يقول علي بن موسى بن طاوس رأيت في تفسير الطبرسي عند ذكر هذه الآية قال‌

و روي عن أمير المؤمنين أنه قال‌ إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها

و اعلم أن في هذا الحديث الذي رواه علي بن إبراهيم و الآية الشريفة أمورا ينبغي للعاقل الاستظهار لمهجته في السلامة منها بغاية طاقته. منها قوله تعالى‌ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً فقد صار الحرمان من الجنان متعلقا بإرادة العلو و العصيان قبل مباشرته بالجنان أو الأركان و هذا حال خطر عظيم الشأن فليحفظ الإنسان بالله جل جلاله سرائر قلبه و تطهيره بالله و التوبة و الاستغفار من مهالك دينه و منها قوله ع أنه نزل الدنيا منزلة الميتة يأكل منها كل مضطر و هذا حال عظيم يدل عليه العقل المستقيم لأنها شاغلة عن الله و عليه وعد الآخرة فإذا لم يعرف الإنسان قدر ما يريد الله أن يأخذ منها فلتكن كالميتة عنده فهو يسير في طلب السعادة الدائمة الباهرة أو حفظ حرمة الله القاهرة فإن لم يعرف العبد ما ذكر ع فليستعن الإنسان بالله تعالى في تعريفه بمراده أما بالإلهام أو طريق من طرق إرشاده و منها أن قوله ع إن الله علم ما هم إليه صائرون فحلم عنهم و هو معنى شريف لأن الله تعالى أحاط علما بالذنب و عقوبته فهو يرى من أفق علم الغيوب أهل الذنوب في المعنى و هم في العذاب و النيران و أنهم ساعون إلى الهلاك و الهوان و الغائب عنه كالحاضر

اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست