اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 58
يقول علي بن موسى بن طاوس و لم يكن عيسى ع بهذه الصفة بل هي
صفة محمد ص و من المعلوم عند كل عاقل منصف أن من كان أكثر عادته أنه يمشي راجلا
كما كان عيسى ع إذا ركب أتانا أو جحشا لا يقول عاقل إنه تواضع و أما من كان عادته
ركوب الخيل كما كان نبينا محمد ص ثم ركب أتانا أو جحشا فإنه يقال تواضع كما دلت
عليه البشارة و لقد أعمى الله قلب من بدل هذه البشارة و جعل أن المراد بها عيسى
فصل [في مثل ضربه عيسى
لبنى إسرائيل]
فيما نذكره من القائمة
الرابعة بعد الثلاثين من الإنجيل الأول عن عيسى ع و يحتمل البشارة بنبينا محمد ص
باللفظ يحاكم يوحنا بطريق العدل و لم يؤمنوا به العشارون [آمنوا به] فأما أنتم
فرأيتم ذلك و لم تندموا [تؤمنوا] اسمعوا مثلا آخر رب إنسان غرس كرما و أحاط به
حيطانا و حفر فيه بئرا و بنى فيه قصرا و دفعه إلى فعلة و سافر فلما قرب زمان
الثمار أرسل عبيده إلى الفعلة ليأخذوا ثمرته و أخذ الفعلة عبيده فضربوا بعضا و قتلوا
بعضا و رجموا بعضا و أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين فصنعوا بهم كذلك و في
الآخر أرسل ابنه و قال لعلهم يستحيون من ابني فلما رأى الفعلة الابن قالوا في
نفوسهم هذا هو الوارث تعالوا نقتله و نأخذ ميراثه فأخذوه و أخرجوه خارج الكرم و
قتلوه و إذا جاء رب الكرم ما يفعل بأولئك الفعلة قالوا يهلكهم و يدفع الكرم إلى
فعلة آخرين ليعطوه ثمرته في حينها قال لهم عيسى ما قرأتم قط في الكتب أن الحجر
الذي بدله البناءون صار رأسا للزاوية هذا كان من قبل الرب و هو عجيب في أعيننا و
من أجل هذا أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم و يعطى لأمم يصنعون ثمرتها و من سقط
على هذا الحجر يترضض و من سقط عليه طحنه. يقول علي بن موسى بن طاوس هذا مثل ضربه
عيسى ع لبني إسرائيل إنهم قتلوا الأنبياء فلما بعثه الله و خلقه من غير أب و كان
يسمى روح الله فكأنه ابن الله على سبيل المثل و أنهم يقتلونه على اعتقادهم لما
قتلوا
اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 58