اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 246
أقول و أما قول عبد الجبار يدل على وجوب النظر و التدبر في
الأمور و الأدلة أ فتراه يعتقد أنها تدل على النظر الواجب قبل بعثة الرسول و قبل
القرآن لأنه قد أطلق القول بأنها تدل على النظر في الأمور و ليس في الآية ما يقتضي
ذلك العموم و هب أنها تقتضي نظر السامع للتلاوة في المعنى الذي تسمعه و تفكره من
أين لزم من ظاهر هذا وجوب النظر و التفكر في الأمور و الأدلة و الخوف و الخشية في
الآية مختصان بالذي يسمع التلاوة فيما يسمع
[فيما نذكره من متشابه
القرآن للخلال]
فيما نذكره من متشابه
القرآن تأليف أبي عمر أحمد بن محمد البصري الجلال من الوجهة الثانية من القائمة
التاسعة بما نذكره من لفظه و زيادة قال و مما تعلقوا به قوله سبحانه- ما ذا أَرادَ
اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَ ما
يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ قالوا فهلا قد تضمن أنه يضل بالقرآن و يهدي به
فقال الجلال ما معناه أن هذه الآية تدل على بطلان قولهم لأنه لو كان القرآن إضلالا
ما كان قد سماه هدى و رحمة و بيانا في مواضع كثيرة. أقول و الجواب يحتمل زيادات و
هو أنه لعل الحكاية في أنه يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ
كَثِيراً عن قول الذين قالوا ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يعنون أن هذا
المثل يضل به و يهدي به كثيرا و تكون الكناية بقوله به إلى المثل و يقال للمجبرة لو
كان المعنى مثلا أن الله تعالى قال يضل بالقرآن كثيرا و يهدي به كثيرا وَ ما
يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ فهل يبقى بعد تخصيصه أن الضلال مختص بأعدائه
الفاسقين سؤال السائل أو شبهة المعترض و العقل و العدل يقضي أن العدو إذا طرد عن
أبواب عدوه و أضل عنها كان ببعض ما يستحقه بعداوته بل إذا قنع منه بالإضلال دون
تعجيل الاستئصال كان ذلك عدلا و رحمة و فضلا و يقال أيضا إن هذه الآية إذا حملناها
على ظاهر ما ذكرتم و إن الضمير راجع إلى القرآن الشريف فهو أيضا خلاف دعواكم و
خلاف عقيدتكم لأنكم تزعمون أن الضلال من الله
اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 246