و الكلام تارة في حقيقتها، و اخرى في حكم إيجادها، و ثالثة في حكمها بعد الوجود.
أمّا حقيقتها: فهي الرجوع إلى اللّٰه بعد الإعراض عنه، أو الرجوع إلى صراط اللّٰه المستقيم بعد الانحراف عنه، و هو يتوقّف على اليقين بكون البعد عن اللّٰه تعالى و الانحراف عن سبيل التوجّه إليه خسرانا لا يعدّ ما عداه خسرانا، فبعد ذلك يحدث للنفس بحسب مرتبة ذلك اليقين تألّم نفسانيّ يناسب تلك المرتبة في الشدّة و الضعف، و يعبّر عنه ب«الندم».
و هل يعتبر فيها العزم على عدم العود؟ ظاهر الأكثر: نعم، و قيل: لا.
و الأقوى: أنّه إن كان المراد بالعزم: «القصد الّذي لا يتحقّق إلّا بعد الوثوق بحصول ما عزم عليه» فاعتباره ممّا لا دليل عليه، و أنّه يستلزم امتناع التوبة ممّن لا يثق من نفسه بترك المعصية عند الابتلاء بها، كسيّء الخلق الّذي لا يثق من نفسه و لا يأمن من وقوعه مكرّرا في شتم من يتعرّض له [بما لا يوجب جواز شتمه] [1] و كالجبان الّذي لا يأمن وقوعه في الفرار عن الزحف، و نحو ذلك.