فإذا تعارض هذه الأخبار قدّم الصحيح، فإذا لم يكن فالحسن، و بعده الموثق، و لا يعمل بالضعيف.
و كيفية معرفة هذه الصفات بمراجعة الروايات، و الاطلاع على أحوال رجالها، و هو ممّا يصعب على المبتدئ، و إن كان العلماء قد نصّوا على الاكتفاء في الجرح و التعديل بما نصّ من تقدمنا من المجتهدين، كما أشار إليه في (الخلاصة) [1] و ابن داود [2] في كتابه [2].
و هنا طريق أسهل منه، و هو أن الشيخ جمال الدين قد [ألّف] في ذلك، و استعمل في كتبه خصوصا (المختلف) أن يذكر الصحيح بوصفه، و الحسن بوصفه، و الموثق كذلك، و يترك الضعيف بغير علامة، و هو علامة ضعفه.
و ذكر في الخلاصة: أن الطريق في كتاب (الاستبصار) و (التهذيب) و (من لا يحضره الفقيه) إلى فلان صحيح، و إلى فلان حسن، و إلى فلان موثق، و إلى فلان ضعيف. و جعل ذلك دستورا يرجع إليه، فيكتفي المبتدئ في معرفة صفات هذه الروايات الأربع بالرجوع إلى هذا الدستور الذي اعتمده.
و من تأخر عنه كلهم اعتمدوا على هذا الطريق، كالشيخ فخر الدين في (الإيضاح)، و السيد ضياء الدين في شرحه للقواعد [4]، و الشهيد في كتبه
[1] هو الشيخ تقي الدين أبو محمّد الحسن بن علي بن داود الحلي، و قد يسمى الحسن بن داود نسبة الى الجد. ولد في الخامس من جمادي الآخرة سنة 647 ه، و كان حيا في سنة 707 هحيث ألف كتابه الرجالي فيها. كان (رحمه اللّه) عالما فاضلا جليلا، فقيها صالحا، محققا متبحرا أديبا، موصوفا في الإجازات و في المعاجم الرجالية بسلطان العلماء و البلغاء، و تاج المحدثين و الفقهاء. له عدة مؤلفات منها: كتاب الرجال، تحصيل المنافع، التحفة السعدية، خلاف المذاهب الخمسة، الجوهرة في نظم التبصرة.
انظر: أمل الآمل 2: 71، رياض العلماء 1: 183.
[2] هكذا ورد في النسخة المطبوعة، و الصحيح أن شرح القواعد ليس له بل لأخيه عماد الدين، و هو