responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 2  صفحة : 254

الا كالخارق للعادات و الخارج عن الأمور المألوفات، و الا فما الحامل للمخالفين لهذه النحلة المنحازين عن هذه الجملة [1] على أن يراوحوا هذه المشاهد و يغادوها و يستنزلوا عندها من اللّٰه تعالى الأرزاق و يستفتحوا الأغلال [2] و يطلبوا ببركاتها [3] الحاجات و يستدعيه و الا فعلوا ذلك فيمن يعتقدونهم، و أكثرهم يعتقدون إمامته و فرض طاعته، و أنه في الديانة موافق لهم غير مخالف و مساعد غير معاند.

و من المحال أن يكونوا فعلوا ذلك لداع من دواعي الدنيا، فان الدنيا عند غير هذه الطائفة موجودة و عندها هي مفقودة و لا لتقية و استصلاح فإن التقية هي فيهم لا منهم و لا خوف من جهتهم و لا سلطان لهم و كل خوف انما هو عليهم فلم يبق إلا داعي الدين، و ذلك هو الأمر الغريب العجيب الذي لا ينفذ في مثله الا مشية اللّٰه [4]، و قدرة القهار التي تذلل الصعاب و تقود بأزمتها الرقاب.

و ليس لمن جهل هذه المزية أو تجاهلها و تعامى عنها و هو يبصرها أن يقول: ان العلة في تعظيم غير فرق الشيعة لهؤلاء القوم ليست ما عظمتموه و فخمتموه و ادعيتم خرقه للعادة و خروجه من الطبيعة، بل هي لأن هؤلاء القوم من عترة النبي (صلى اللّٰه عليه و آله)، و كل من عظم النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) فلا بد من أن يكون لعترته [5] و أهل بيته معظما مكرما، و إذا انضاف إلى القرابة الزهد و هجر الدنيا و العفة و العلم زاد الإجلال و الإكرام لزيادة أسبابهما.


[1] في نسخة: عن هذه الجهة.

[2] في المصدر: و يستفتحوا بها الأغلال.

[3] في نسخة: ببركاتها.

[4] في نسخة: خشية اللّٰه.

[5] في نسخة: لأهل بيته و عترته.

اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 2  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست